رفض القضاء في إيران أمس، الاستجابة لطلب الرئيس السابق محمد خاتمي إطلاق الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. وأشار المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي إلى «وصول لائحة طويلة تضم طلبات شعبية لإنزال أشد العقوبات في حق قادة فتنة عام 2009»، مؤكداً أن «لا تغيير في قرار» إخضاع موسوي وكروبي لإقامة جبرية. ولفت إلى «محكمة غيابية لأربعة من المرتبطين بالفتنة فرّوا إلى خارج» إيران، مضيفاً أن «أفراداً مرتبطين بتيار الفتنة، ارتكبوا جنحاً، مُنعوا من السفر إلى خارج البلاد». أتى ذلك بعد ساعات على قول خاتمي إن «من مصلحة البلاد والنظام والعالم أجمع، إطلاق الخاضعين لإقامة جبرية أو المسجونين». وذكّر بأن أحد التوقعات من انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الصيف الماضي، هو «تغيير المناخ»، معرباً عن أسفه ل«التأخير في إطلاق السجناء الذين سيُفرج عنهم على أي حال (بعد انتهاء فترة عقوبتهم)، إلا إذا أوجدنا تهماً أخرى ضدهم. لكن من الأجدر الإفراج عنهم ولو قبل يوم» من نهاية عقوبتهم. في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان في إيران بأن أجهزة الاستخبارات والأمن دخلت منازل عائلات سجناء سياسيين تعرّضوا للضرب في سجن إيفين، وهددت أفرادها واعتقلت بعضهم. وأشارت إلى أن أجهزة الأمن دخلت بيت ياشار دارالشفا، وهو سجين سياسي في العنبر الرقم 350 في سجن إيفين، واعتقلت شقيقه كاوه دارالشفا. وتابعت أن أجهزة الأمن هددت عائلتَي سعيد حائري وداور حسيني، وهما سجينان سياسيان في العنبر ذاته. على صعيد آخر، أشار روحاني خلال لقائه وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس في طهران أمس، إلى «الإمكانات الزاخرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين». وأضاف: «يجب ألا تعرقل العقوبات الأحادية، مسار تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران والنمسا. ولا نرى مانعاً لتمتين علاقاتنا». وتابع: «تواجه منطقتنا مشكلات وأزمات كثيرة، والطريق الوحيد لتخفيفها يتمثّل في الحوار، ومن حسن الحظ أن لدى إيران والنمسا رؤية موحّدة حيال قضايا الشرق الأوسط». ويخاطب روحاني الإيرانيين اليوم، عبر شبكة التلفزة، حول «أهم القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، بينها تنفيذ المرحلة الثانية من خطة لرفع الدعم عن سلع أساسية، بينها الوقود. إلى ذلك، وصل إلى طهران أمس، سايمون غاس، المدير السياسي لوزارة الخارجية البريطانية ممثل بلاده في المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، لإجراء محادثات حول «قضايا ثنائية ودولية»، كما قال مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، مشيراً إلى «إمكان رفع مستوى العلاقات الديبلوماسية» بين الجانبين. وغاس أبرز مسؤول بريطاني يزور إيران، بعد اقتحام السفارة البريطانية في طهران عام 2011. وأعاد البلدان في شباط الماضي رسمياً علاقاتهما الديبلوماسية المباشرة.