أفاد وزير الإقتصاد الفرنسي، أرنو مونتيبور أنّ بلاده ستعرقل أي صفقة بخصوص مجموعة "ألستوم" للصناعات الهندسية إن إعتبرتها غير مناسبة. أدلى مونتيبور بهذه التصريحات قبل اجتماعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والرئيس التنفيذي لشركة "جنرال إليكتريك"، جيف ايميلت لبحث مستقبل "ألستوم". ويأتي إجتماع هولاند برئيس واحدة من أكبر عشر شركات مطروحة للتداول في العالم، بعدما إقترحت "سيمنس"، المنافس الألماني لألستوم، صفقة مبادلة للأصول لمواجهة تحالف محتمل بين الشركة الفرنسية و"جنرال إليكتريك". ووصل إيميلت إلى القصر الرئاسي بصحبة رئيسة "جنرال إليكتريك فرنسا"، كلارا غيمار. وقبل ساعات من الإجتماع، قال مونتيبور إن "فرنسا ستعرقل أي إتفاق تعتبره غير مناسب، فيما يتعلق بالمصالح الطويلة الأمد للشركة الفرنسية ولموظفيها وللإقتصاد". وأضاف"لقد أفسحنا المجال أمام فرنسا وألستوم كي تمنح نفسها الإختيار، والإختيار هو أنه ليس لدينا حل واحد فقط، بل عدة حلول وأن تأخذ هذه الحلول في الحسبان المصالح الصناعية الوطنية للبلاد." ولكنّه أحجم عن الدعوة إلى تأميم "ألستوم" إذا لم يحظ أي من عرضي "جنرال إليكتريك" و"سيمنس" بالقبول، مشدّداً على أنّ "الشركات الفرنسية ليست فريسة، ومن ناحية أخرى نحن منفتحون على التحالفات التي تساعد في إعدادنا للعولمة." ووصل إيميلت إلى باريس لإبرام صفقة قيمتها 13 بليون دولار، لشراء عمليات "ألستوم" الخاصة بتوربينات الكهرباء، بعد أنباء عن المحادثات بين المجموعة الفرنسية التي تنتج القطارات والتوربينات والمجموعة الصناعية والمالية الأميركية، أواخر الأسبوع الماضي. وتزامن وصول إيميلت مع ضجة سياسية فرنسية ثارت بسبب الخسارة المحتملة لشركة وطنية عملاقة، وتقديم عرض منافس من "سيمنس". وتصنع الشركة الألمانية القطارات الفائقة السرعة والتوربينات الخاصة بمحطات الكهرباء، وتقترح صفقة مبادلة أصول من شأنها أن تجعل "ألستوم" لاعباً أهم في مجال النقل بالسكك الحديد، بينما يعزز نشاطها في مجال التوربينات ومعدات شبكات الكهرباء. وأفاد رئيس "مونتسيجور فاينانس" لإدارة الأصول، آلان كروزاتن أنّ "الإندماج مع جنرال إليكتريك سيكون الخيار الأكثر منطقية بالنسبة للأسواق". وتحتاج ألستوم إلى شريك، إذ أنقذتها الحكومة الفرنسية في 2004 على أثر ديونها المتراكمة وتراجع طلبياتها. وتقول مصادر مطلعة على محادثات "جنرال إليكتريك" و"ألستوم" التي كشف النقاب عنها أواخر الأسبوع الماضي أنها دائرة منذ أشهر وفي مرحلة متقدمة جداً.