يأتي تطبيق نظام «النقطة الواحدة» للمسافرين الخليجيين بين السعودية والبحرين في غضون أيام، ليكمل حزمة إجراءات شرعت حكومتا البلدين في تطبيقها أو التخطيط لها، في سبيل تخفيف الزحام الخانق على جسر الملك فهد الواصل بينهما، واختصار ساعات انتظار المسافرين الطويلة، وخصوصاً في مواسم الإجازات والأعياد، التي تشهد عادة إجراءات استثنائية من الكوادر البشرية العاملة على الجسر. وينتظر المسافرون تطبيق النظام الجديد، ليختصر نقاط العبور في منطقة الخدمات؛ من أربع إلى واحدة، ويصبح تسجيل الخروج في الجانب السعودي بمثابة تسجيل الدخول إلى البحرين والعكس. وجاء النظام ليكمل إجراءات وخطط تخفيف الزحام، على مدى السنوات الماضية، من الجانبين، منها شروع المؤسسة العامة لجسر الملك فهد أخيراً في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع توسعة منطقة الإجراءات، الذي سيوفر بعد انتهائه 60 مساراً لإنهاء إجراءات المسافرين. وعمل الجانبان على إعادة هندسة وتوسعة مساحة موقع جزيرة الخدمات، ويتمثل مشروع التوسعة الرئيس بإنشاء جزيرة اصطناعية تقع عند مدخل الجسر من الجانب السعودي باتجاهي القدوم والخروج، ومثلها على الجانب البحريني، بكلفة 292 مليون ريال. وتقع جزيرة الإجراءات الأولى عند بداية الجسر في مدينة الخبر السعودية، فيما تتموضع الأخرى عند الطرف الآخر منه في البحرين. وبحسب الدراسات والتصاميم المعتمدة للمشروع فإن كل جزيرة كافية لاستيعاب ما يزيد على أربعة آلاف مركبة في آن واحد، و240 شاحنة كل ساعة، إضافة إلى صالة مخصصة لحافلات نقل المسافرين بين البلدين بطاقة استيعابية تبلغ 40 حافلة في كل اتجاه، وكذلك مناطق مخصصة لانتظار الشاحنات، تتسع لأكثر من 600 شاحنة في وقت واحد. واتفقت الجارتان الخليجيتان على إنشاء جسر يحمل اسم الملك حمد، موازٍ لجسر الملك فهد، من الناحية الشمالية، بهدف تخفيف الضغط عن الأخير في أعداد المسافرين الكبيرة وحركة البضائع، وبدأ العمل فعلياً على تنفيذ الفكرة ووضع الدراسات والتصاميم والتصورات المبدئية اللازمة للمشروع. وسيربط الجسر شمال غربي البحرين مع الجهة المقابلة من السعودية، ويتوقع أن يضم ثلاثة مسارات، اثنين منها لقطار نقل الركاب والبضائع، وآخر للسيارات. سبق ذلك تنفيذ الربط الإلكتروني بين الجانبين في نهاية عام 2015، من طريق مشروع أنظمة البوابات وإدارة حركة السير الذكي، الذي يتضمن تنفيذ نظام بوابات لرسوم إلكترونية، ونظام حركة السير الذكي للمركبات والشاحنات يتم من خلاله استخدام برمجيات مساندة وتطبيقات خاصة بالأجهزة الذكية. وشهدت حركة عبور المسافرين والتبادل التجاري بين البلدين زيادة مطردة خلال الأعوام الماضية، إذ تجاوز عدد المسافرين، الذين عبروا الجسر خلال فترة عيد الأضحى في العام الهجري الماضي 1437، وفق «جوازات» المنطقة الشرقية، 1,076,213 مسافراً في الاتجاهين. وكان الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض خالد آل خليفة اعتبر العمل بنقطة العبور الموحدة إنجازاً سيسهم في خدمة الحركة السياحية إلى البحرين. وسجلت الإحصاءات أن أعداد المسافرين من طريق الجسر الذي يبلغ طوله 25 كيلومتراً، وبعرض 23.2 متراً، بلغت منذ افتتاحه رسمياً في ال25 من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1986 حتى العام الماضي، أكثر من 350 مليون مسافر في الاتجاهين، بمعدل يقترب من 12 مليون مسافر سنوياً.