أكدت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة»، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تُعد ل «اجتماع دولي لمحاربة داعش» سيعقد بواشنطن في آذار (مارس) المقبل. وأشارت المصادر إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد هربرت رايموند ماكماستر، بدأ ب «إعادة ترتيب البيت الأبيض والاستراتيجية السياسية والداخلية»، باتجاه خط «أكثر وسطية (من خط ترامب اليميني) في محاربة الإرهاب ومخاطبة الحلفاء والخصوم على حد سواء». وأكدت المصادر أن إدارة ترامب تعد للاجتماع الذي سيكون على مستوى وزراء، وسيعقد في مقر وزارة الخارجية بإشراف ماكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون. وكشفت المصادر أن الاجتماع مقرر في 21 آذار (مارس) المقبل، «لكنه قد يتم تأجيله بعد تعيين ماكماستر وإعادة النظر بجدوله والجهات المدعوة والخطاب المستخدم على المستوى الدولي». وكان ماكماستر أبدى في لقاء مع فريق البيت الأبيض تحفظاته على استخدام الخطاب المتطرف ضد المسلمين، ورحب بنبرة أكثر اعتدالاً لا تهين الإسلام ولا تتضمن عبارة الإرهاب الاسلامي المتطرف التي يستعملها ترامب ومعاونوه. وأفادت المصادر بأن «كل شيء في البيت الأبيض قيد المراجعة» بعد تولي ماكماستر المنصب منذ عشرة أيام، بما في ذلك مسودة الأمر التنفيذي الثاني للحد من الهجرة من دول تشكل خطراً إرهابياً. وثمة تلاقٍ بين وجهة نظر ماكماستر وبقية الجنرالات في الإدارة من بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن الداخلي جون كيلي، وهو ما قد يؤخر صدور الأمر التنفيذي حول الهجرة. ويصطدم هذا الخط بمستشارين متشددين لترامب، من بينهم ستيف بانون وستيف ميلر وسباستيان غوركا. وعن الاجتماع حول «داعش»، أكدت المصادر أن التحضيرات تذهب باتجاه عقده في مقر الخارجية في 21 آذار المقبل، وبمشاركة أعضاء التحالف الدولي ضد التنظيم على مستوى الوزراء. إلا أن هذا التاريخ قد يتأجل بسبب إعادة النظر بخطاب الإدارة واستراتيجيتها وانتظار إنهاء وزارة الدفاع مراجعتها الخيارات ضد التنظيم الإرهابي وتقديم اقتراحاتها إلى ترامب في الأسابيع المقبلة. وقد تشمل هذه الاقتراحات زيادة القوات البرية لأميركا والحلفاء في الحرب ولتسريع هزيمة التنظيم. في جانب آخر (أ ف ب) استنكر والد جندي قتل في هجوم شنته قوات النخبة الأميركية على مجمع في اليمن يضم عناصر من تنظيم «القاعدة» الشهر الماضي «العملية الغبية»، متسائلا عن السبب الذي دفع الرئيس دونالد ترامب الى الموافقة عليها. وتساءل وليام أوينز في مقابلة مع صحيفة «ميامي هيرالد» نشرت أمس «لماذا في هذا الوقت كان يجب أن يتم تنفيذ هذه العملية الغبية، حتى قبل مرور أسبوع على تولي إدارته (ترامب) السلطة؟ لماذا؟». وأضاف في أول تصريحات له منذ مقتل نجله راين «خلال العامين الماضيين، لم يكن هناك جنود على الأرض في اليمن» بحيث اعتمدت جميع العمليات «على الصواريخ والطائرات من دون طيار بسبب عدم وجود هدف يستحق التضحية بحياة أميركي واحد. والآن فجأة، علينا أن نقوم بهذا الاستعراض الكبير». وقتل راين أوينز (36 عاما) عندما شنت قوات أميركية خاصة هجوماً في 29 كانون الثاني (يناير) على مجمع في محافظة البيضاء وسط اليمن يسيطر عليه تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، كان الأول الذي يأذن به ترامب منذ توليه الرئاسة. وقال والد الجندي القتيل الذي كان في في سلاح البحرية (نايفي سيلز) للصحيفة أنه لم يرغب بلقاء ترامب عندما قدم مع ابنته ايفانكا في الأول من شباط (فبراير) للمشاركة في تكريم نجله لدى وصول جثمانه إلى قاعدة دوفر الجوية.