أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأحد أنه سمى رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وستيف بانون كبيراً للمخططين الاستراتيجيين وأحد كبار المستشارين. وقال بعدما طالب خلال مقابلة مع شبكة «سي بي إس» التلفزيونية آلاف المتظاهرين الذين يتحدونه يومياً في الشوارع بعدم الخوف متعهداً «إصلاح» الولاياتالمتحدة: «يسرني أن يصبح لدي فريق ناجح جداً لقيادة بلدنا، وستيف ورينس مؤهلان جداً وعملا معاً في شكل جيد خلال حملتنا، وقادانا الى فوز تاريخي. الآن سيكون معي في البيت الأبيض لنعمل على إعادة أميركا عظيمة مجدداً». وتعهد بانون «العمل للمساعدة في تنفيذ برنامج الرئيس المنتخب»، فيما وعد بريبوس الذي قد يشكل صلة الوصل بين البيت الأبيض والحزب الجمهوري الذي خرج منقسماً من حملة الانتخابات الرئاسية، بعدما رفضت شخصيات منتمية إليه ترشيح ترامب للرئاسة، ب «العمل لخلق اقتصاد يعمل لمصلحة الجميع، وحماية حدودنا، وإلغاء واستبدال نظام أوباما كير للتأمين الصحي، وتدمير الإرهاب الإسلامي المتطرف». وهو تبنى بالتالي خطاً أكثر تشدداً من ترامب نفسه في شأن الضمان الصحي الذي أمن تغطية طبية ل22 مليون أميركي إضافي لم يكونوا يحظوا بأي ضمان. وفي ظل إصرار ترامب على طرد حوالى ثلاثة ملايين شخص دخلوا خلسة إلى الولاياتالمتحدة، طالبت وزيرة الخارجية المكسيكية كلوديا رويز ماسيو ديبلوماسييها العاملين في الولاياتالمتحدة بإعداد برامج دعم للمهاجرين المكسيكيين الموجودين على الأراضي الأميركية، علماً أن عدد المهاجرين المسجلين رسمياً في الولاياتالمتحدة يُقدّر ب 11 مليوناً، معظمهم مكسيكيون. وأوصتهم بتوجيه رسائل «تدعو إلى الثقة والهدوء وتجنب الاستفزازات وعمليات الاحتيال المحتملة والمتعلقة بالهجرة»، مشددة على أن «حقوق المكسيكيين في بلدهم وخارجها لن تكون أبداً موضع مساومة». على صعيد آخر، اتفق ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال مكالمة هاتفية على لقاء قريب لبحث العلاقات الثنائية. وقال شي لترامب الذي وجه انتقادات شديدة للصين خلال الحملة الانتخابية، ووصفها بأنها «عدوة» مهدداً بفرض ضريبة مقدارها 45 في المئة على البضائع المستوردة من الصين، «يحتاج بلدانا الى التعاون، ويستطيعان ذلك في مواضيع كثيرة». ونقلت مصادر في بكين إن «ترامب أكد في المكالمة الهاتفية إن الصين بلد كبير ومهم، وأن الولاياتالمتحدةوالصين يستطيعان التوصل إلى تعاون مفيد للطرفين». وأفاد بيان أصدره مكتب الانتقال الرئاسي التابع لترامب: «تولّد شعور واضح بالاحترام المتبادل خلال الاتصال، ويعتقد الرئيس ترامب بأن الزعيمين ستكون بينهما إحدى أقوى العلاقات حتى يمضي البلدان قدماً». في روسيا، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن بلاده مستعدة للعمل بسرعة على إصلاح العلاقات مع واشنطن بعد انتخاب ترامب. وأشار ريابكوف إلى أن موسكو «لا تعرف الكثير عن السياسات التي ينوي ترامب اتباعها، وتدرك أن هناك فارقاً بين التعهدات التي قطعها أثناء حملته الانتخابية والسياسات التي سينفذها حين يتولى منصبه». في بروكسيل، حاول وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تخفيف القلق من مستقبل العلاقات مع إدارة ترامب، داعين إلى «شراكة قوية» مع واشنطن ومشددين على رغبتهم في اسماع صوت اوروبا. جاء ذلك اثر عشاء غير رسمي دعت اليه وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغيريني، وشكل اجتماعاً استثنائياً عشية لقاء لوزراء الخارجية ال28 الأعضاء في الاتحاد. لكن وزراء خارجية كثيرين لم يلبوا الدعوة، بينهم البريطاني بوريس جونسون الذي لم «يرَ ضرورة لعقد اجتماع إضافي»، والفرنسي جان مارك إرولت الذي اعتذر «لانشغاله». وعلق جونسون لدى وصوله الى الاجتماع أمس، بأن «ترامب شخص يمكن التفاوض معه، واعتقد بأن انتخابه قد يكون إيجابياً لبريطانيا وأيضاً للاتحاد الأوروبي». وصرحت موغيريني: «نأمل في التوصل إلى شراكة قوية مع الإدارة المقبلة، لكن لا يمكننا الانتظار والترقب لأن العالم يستمر وأوروبا تستمر والأزمة تستمر، ويجب أن نواصل العمل». وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز: «أياً تكن الإدارة الأميركية نحن نعلم منذ زمن أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعزز تحركه في قضايا الأمن والدفاع، وربما أيضاً في مجال التجارة والتغير المناخي». أما وزير الخارجية الإيطالية باولو جينتيلوني فردّ على الزعماء الأوروبيين المتطيرين من انتخاب ترامب، مشدداً على أن «أوروبا يجب أن تنشغل بمشاكلها، بما فيها المشاكل الاقتصادية وأزمة المهاجرين، بدلاً من الانشغال والقلق من انتخاب ترامب». وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أن «انتخاب ترامب تسونامي لم يكن متوقّعاً، ويصعب التكهّن أي رئيس سيكون. يبدو أن الأميركيين أرادوا إحداث تغيير يُثير مخاوف أحياناً، لذا أعتقد بأن ترامب الرئيس سيكون مختلفاً عن ترامب المرشح». وخلال حملته الرئاسية، صرح ترامب بأنه قد يفرض شروطاً على الالتزام الأميركي في الحلف الأطلسي (ناتو)، في وقت تتحمل الولاياتالمتحدة ثلثي النفقات العسكرية للحلف. لكن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ يعتبر أن الوقت غير ملائم الآن لإعادة النظر في الشراكة بين أوروبا والولاياتالمتحدة». الى ذلك، علّق زعيم جماعة «بوكو حرام» الجهادية النيجيرية أبو بكر تشيكو على فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، قائلاً إن «الحرب لا تزال في بدايتها»، مضيفاً: «لا تنخدعوا بأشخاص مثل ترامب أو جميع أعضاء التحالف الذين يقاتلون أشقاءنا في العراق وسورية وأفغانستان أو أي مكان آخر، ونبقى على قناعتنا ولن نتوقف». وكانت الحركة المتشددة الناشطة في غرب أفريقيا بايعت تنظيم «داعش» في آذار (مارس) 2015، لكنها تزداد انقساماً وتراجعت قوتها.