يحظى الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية برواج، ويحصد الجوائز وطنياً ودولياًََ في مقابل معاناة نظيره الذي يكتب باللغة العربية من انحصار على مستوى النشر والتوزيع وبالتالي على مستوى التداول في المحافل الثقافية العربية منها والدولية. وأصبح كثير من كتابه ينشرون على نفقتهم الشخصية، وأتحدث هنا بالخصوص عن الأجيال الجديدة، والأدباء المغاربة تحديداً حتى لا أعمم. ويطرح هنا أكثر من سؤال: هل الأمر يعود إلى تمكن الأدباء المغاربة باللغة الفرنسية من أدواتهم الفنية هي التي أهلتهم وتؤهلهم لهذا النجاح الأدبي الملحوظ، أم أن مسألة اللغة الفرنسية تفتح لهم آفاقاً كبرى في النشر؟. لا يمكن بالضرورة تحديد الأسباب فهي كثيرة ومتشبعة، فقط نحب أن نشير إلى أن هذا الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، يظل مرتبطاً بالمخيال الثقافي المغربي، وبالواقع المغربي في تنوعه وغناه. وهو ما منح هذا الأدب قوة تخييلية مضاعفة، فهو يجمع داخله بين ثقافتين أولاهما عربية مغربية مرتبطة بالمعيش وأخرى فرنسية غربية مرتبطة باللغة. وهو أمر يغني الأدب ويمنحه ثراء على ثراء. هكذا حقق هذا الأدب حضوراً قوياً بعد جيل الرواد من أمثال إدريس الشرايبي وعبد الكبير الخطيبي والطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي. وقد حصل الكاتب المغربي ماحي بنبين أحد كتاب الجيل الجديد المتميزين باللغة الفرنسية على جائزة الرواية العربية في باريس، في طبعتها الثالثة، في معهد العالم العربي، وهي جائزة تمنح لأفضل الروايات العربية التي نشرت هذه السنة في فرنسا (2010)، وذلك عن عمله الروائي الأخير «نجوم سيدي مومن» (فلاماريون)، مناصفة مع الكاتب الجزائري المعروف رشيد بوجدرة عن روايته «أشجار التين الشوكي» (غراسي). وحصلت الرواية نفسها على الجائزة الأدبية الأولى الخاصة بفندق «المامونية» في مدينة مراكش. وفاز الكاتب المغربي باللغة الفرنسية عبد الله الطايع بجائزة « فلور» في باريس، عن روايته الأخيرة «يوم الملك»، وتحظى أعمال الكاتب المغربي باللغة الفرنسية فؤاد العروي باهتمام كبير في الأوساط الثقافية الفرنسية والمغربية على السواء، وتم ترشيح بعضها لجوائز مهمة مثل جائزة غونكور، كما حدث مع مجموعته القصصية « اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة» و روايته «سنة عند الفرنسيين» الصادرتين عن دار النشر جوليار، في حين تم تحويل رواية محمد نيدالي «قطع مختارة : غراميات متعلم جزار» الفائزة بجائزة الأطلس الكبير التي تمنحها سفارة فرنسا في المغرب لعام 2005، إلى فيلم سينمائي مع المخرج المغربي عبد الحي العراقي، هذا إلى فوزه بمجموعة من الجوائز الأدبية الأخرى.