قتل اثنان وعشرون شخصاً، بينهم ثلاثة عمال انسانيين من منظمة "اطباء بلا حدود"، بيد متمردين سابقين مفترضين في تحالف سيليكا في الهجوم الذي نسب الى المتمردين السابقين على مركز للعلاج في شمال غرب افريقيا الوسطى. واعلن ضابط في القوة الافريقية لوكالة "فرانس برس" الاثنين ان "مسلحين يشتبه في انتمائهم الى تمرد سيليكا السابق والى قبيلة الفولاني هاجموا بعد ظهر السبت مستشفى تديره منظمة اطباء بلا حدود في منطقة نانغا بوغيلا (على بعد 450 كلم شمال بانغي) مما ادى الى سقوط 22 قتيلا على الاقل من بينهم ثلاثة مواطنين محليين يعملون لدى المنظمة" واكدت منظمة اطباء بلا حدود - هولندا مقتل ثلاثة من موظفيها، من دون اي تعليق آخر. ووقع الهجوم الذي اسفر ايضاً عن اصابة نحو عشرة اشخاص بجروح، اثناء اجتماع يضم ممثلين محليين والموظفين في منظمة اطباء بلا حدود. ووفق الضابط في القوة الافريقية في افريقيا الوسطى، فان "المهاجمين فتحوا النار في البداية على مجموعة من الاشخاص فقتلوا اربعة منهم. ثم توجهوا الى المستشفى حيث قتلوا 15 شخصاً آخرين وثلاثة عناصر من أطباء بلا حدود". واضاف ان المسلحين نهبوا اجهزة كومبيوتر وأغراضا اخرى عدة، و"حطموا ابواب المكاتب بحثا عن المال على الارجح". من جهتها اعربت فرنسا التي تدخلت عسكرياً منذ كانون الاول (ديسمبر) في هذه المستعمرة السابقة الغارقة في الفوضى، عن "ادانتها الشديدة" لعملية القتل هذه. وقالت وزارة الخارجية ان "منفذي هذا الهجوم الذي لا يمكن التساهل حياله، ينبغي ان يحالوا امام القضاء لمحاسبتهم على اعمالهم"، ورحبت "بالعمل الممتاز" الذي انجز "في ظروف صعبة وفيها مجازفة على حياة" موظفي منظمة اطباء بلا حدود. وتولت حركة تمرد سيليكا السابقة السلطة في البلاد بين آذار (مارس) 2013 وكانون الثاني (يناير) 2014. ومنذ ارغام زعيمها السابق ميشال دجوتوديا على التنحي، ينتشر عناصرها في عدد من مناطق افريقيا الوسطى ولا سيما في الشمال حيث تواجه القوة الإفريقية صعوبات في احلال السلام. وتقع بلدة نانغا بوغيلا في منطقة خارجة بشكل كبير عن سيطرة القوة الدولية، التي تضم حوالى خمسة آلاف افريقي من القوة الافريقية والفي جندي فرنسي في عملية سانغاريس. واوضح الضابط في القوة الافريقية لوكالة فرانس برس "الامر يتعلق بمنطقة لا تتمتع بالامن كليا. لأن عديدنا. لا يسمح بعد بنشر رجال في المراكز الاخرى سوى في المدن الرئيسية مثل بوسانغوا على بعد نحو مئة كيلومتر من نانغا بوغيلا". وامام الصعوبات المتعددة التي يواجهها الجيش الفرنسي والقوة الافريقية، سمحت الاممالمتحدة في بداية نيسان (ابريل) بنشر نحو 12 الف عنصر في اطار قوة للامم المتحدة في افريقيا الوسطى، في عملية انتشار لن تحصل قبل ايلول (سبتمبر). وعلى الرغم من ان القسم الاكبر من البلد يعاني من ازمة غير مسبوقة، فان هذه الاخيرة حساسة جدا في الشمال الذي يتحدر منه العديد من المتمردين.