أثارت قدرة تنظيم «داعش» على تنفيذ هجمات متتالية في الجزء الشرقي المحرر من مدينة الموصل قلق قيادات عسكرية عراقية تخشى لجوء التنظيم إلى حرب استنزاف، مستثمراً ولاء بعض السكان له في المناطق المحررة. وفيما توغّلت القوات العراقية أكثر في أحياء الساحل الغربي بعد سيطرتها على المطار ومعسكر الغزلانية، علمت «الحياة» أن قوات أميركية تنتشر على الخطوط الأمامية إلى جانب قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية وبعض فصائل «الحشد الشعبي» المقربة من مرجعية السيستاني، في إطار مسعى من القيادات العسكرية الأميركية والعراقية لحسم معركة الموصل وتفادي الدخول في «حرب استنزاف» . وقتلت أمس صحافية كردية تعمل لقناة «روداو» (مقرها إربيل) بانفجار عبوة ناسفة استهدفت المركبة التي كانت تقلها خلال تغطية ميدانية لمعارك الساحل الأيسر من الموصل (الجزء الشرقي). وتمكنت القوات العراقية أمس من دخول أحياء قرب مطار الموصل الذي سيطرت عليه بالكامل، لكن مصادر عسكرية أكدت أن تلك القوات قد تبطئ من اندفاعها مع وصولها إلى الأحياء الجنوبية المكتظة بالسكان. وأبلغ ضابط عراقي «الحياة» أن اجتماعات مكثفة تعقد في شكل دوري مع القوات الأميركية منذ انطلاق الحملة على غرب الموصل الأحد الماضي، في إطار «تنسيق أكبر مما كان عليه الأمر في معارك شرق الموصل». وزاد أن معركة طائرات مسيّرة (درون) تجري حالياً فوق الموصل، إذ شرعت القوات الأميركية بتوجيه طائرات مسيّرة لجمع المعلومات والمساعدة على مواجهة طائرات «داعش» المسيرة الحاملة للقنابل والصواريخ، واعتبر أن هذه الاستراتيجية ستساعد في حسم المعركة سريعاً. ووزّعت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» في الأيام الماضية صوراً لسلسلة هجمات شنها التنظيم ضد القوات العراقية مستخدماً تقنية الطائرات المسيّرة المحمّلة بقنابل صغيرة يتم إلقاؤها من الجو. ويبدو أن الطريقة التي تمت من خلالها عملية استعادة الجانب الشرقي من الموصل حملت بعض السلبيات، وفق ما قال ضباط في الجيش العراقي ل «الحياة». وأوضح هؤلاء أن مراجعات تجرى لأسلوب تدقيق انتماء السكان المحليين وآليات تفتيش المنازل بعد عودة عمليات استهداف القوات المرابطة في الأحياء الشرقية بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، ما يشير إلى جهد يقوم به «داعش» لزرع خلاياه وسط السكان حتى ضمن أولئك الذين قابلوا القوات العراقية بالترحيب. وكشفوا أن خطة تعدها قوات الأمن التي تمسك بالجزء الشرقي من الموصل تهدف إلى إعادة التدقيق في انتماءات السكان وخلفياتهم، ما يعني شن حملات تفتيش في الأحياء المحررة.