استعاد الرئيس دونالد ترامب خطابه الانتخابي أمس، وتعهد لقاعدته اليمينية «القضاء على الإرهاب الإسلامي المتطرف»، وطلب موازنة كبيرة لواحد من «أضخم الحشود العسكرية في التاريخ الأميركي». كما هاجم الإعلام ومنافسته السابقة في الاقتراع هيلاري كلينتون، وفتح معركة مع «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (أف بي آي) حول تسريبات، ووعد بقرار جديد لمنع الهجرة «خلال أيام». وتعهد ترامب إصدار قرار جديد لمنع «إرهابيين إسلاميين» من دخول الولاياتالمتحدة. إذ قال في خطاب أمام اللجنة الوطنية للمحافظين: «سنمنع الإرهابيين الإسلاميين من دخول بلادنا، لن نتراجع عن هذا الأمر، وخلال أيام سنتخذ قراراً جديداً لحماية شعبنا وجعل أميركا آمنة». وأكد أنه «لن يعتذر» عن حماية سلامة الأميركييين، مكرراً تعهده ترحيل مهاجرين غير شرعيين ارتكبوا جرائم في الولاياتالمتحدة. وأضاف: «الأمن القومي يبدأ بضمان الأمن على الحدود. لن يتمكن الإرهابيون الأجانب من ضرب أميركا، في حال منعناهم من دخول بلادنا». وأشار إلى أنه ورث «فوضى» في المنطقة، وزاد: «أنفقنا في الشرق الأوسط 6 تريليونات دولار وحاله أسوأ ممّا كان قبل 15 سنة. لو ذهب رؤساؤنا للاستمتاع بشاطئ البحر 15 سنة، لكان الحال أفضل». وقال ترامب: «سنطلب موازنة هائلة لجيشنا المحبوب، وسنحسّنه في شكل كبير، في الهجوم والدفاع. (سيكون) أكبر وأفضل أداءً وأقوى من أي وقت. آمل بألا نُضطر أبداً الى استخدامه. ولكن يجب ألا يخاصمنا أحد يا أصدقائي. لا أحد». وأضاف: «سيكون أضخم تطوير للجيش في تاريخ أميركا. لن يجرؤ أحد على طرح أسئلة، لأننا ضعفنا الى حد كبير جداً، (بسبب) اقتطاعات مالية تلقائية. نؤمن بالسلام عبر القوة، وهذا ما سنحصل عليه». وسعى الى توضيح تغريدة ورد فيها أن وسائل إعلام أميركية يجب أن تُعتبر «عدوة للشعب»، مؤكداً رفضه وسائل الإعلام التي تنشر أخباراً «وهمية لا تقول الحقيقة ولا تمثّل الشعب، وسنفعل شيئاً حيال ذلك». وزاد: «أنا ضد الذين يختلقون قصصاً ومصادر. يجب ألا يُسمح لهم باستخدام مصادر، إلا إذا استخدموا اسم شخص. يجب ألا تكون هناك أي مصادر أخرى». ورفع أنصار لترامب خلال إلقائه خطابه أعلاماً روسية كُتب عليها اسم الرئيس، فسارع المنظمون الى سحبها من القاعة. أتى ذلك بعد ساعات على اتهام الرئيس الأميركي «أف بي آي» بأنه «عاجز تماماً عن وقف المسرّبين في شأن الأمن القومي، المتغلغلين في حكومتنا منذ وقت طويل». وكتب على موقع «تويتر»: «لا يمكنهم حتى العثور على مسرّبي المعلومات داخل أف بي آي. تُسلّم معلومات سرية إلى الإعلام، ما قد يكون له تأثير مدمّر على الولاياتالمتحدة. اعثروا عليهم الآن». وكان ترامب قال لوكالة «رويترز» إنه يفضّل حلّ الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، مستدركاً أنه سيرضى بأي تسوية تُسعد الجانبين. وأعرب عن قلقه لأن الولاياتالمتحدة «تراجعت من حيث قدرات الأسلحة النووية»، مضيفاً: «أنا أول من يودّ ألا يملك أحد أسلحة نووية، لكننا لن نتأخر أبداً عن أي دولة، ولو كانت صديقة. سيكون حلماً ألا تمتلك أي دولة أسلحة نووية، لكن إن كانت هناك دول ستمتلك أسلحة نووية، فسنكون الأكثر تفوقاً». وكرّر وصفه معاهدة «نيو ستارت» المبرمة مع موسكو للحدّ من الأسلحة الاستراتيجية ب «صفقة منحازة»، معتبراً أنها «مجرد اتفاق سيء آخر أبرمته بلادنا، سواء ستارت أو اتفاق إيران (النووي مع الدول الست). سنبدأ في توقيع اتفاقات جيدة». وأثارت تصريحات ترامب ل «رويترز» حول «التفوّق» النووي انتقادات في موسكو، إذ قال كونستانتين كوساتشيف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد: «إذا كان شعار حملة ترامب «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» يعني تفوّقاً نووياً، فسيعيد العالم إلى أسوأ أزمنة سباق التسلّح في خمسينات وستينات» القرن العشرين. وأضاف: «يمكن القول إنه بيان ترامب الأكثر إزعاجاً في موضوع العلاقات مع روسيا».