لن تتقدم خطوتين بين جموع الحجاج المتراصين داخل وخارج المخيمات، وفي كل شبر من الأراضي المقدسة (المشاعر) في حج هذا العام إلا ويتراءى أمامك جمع من الحجاج حانين رؤوسهم منغمسين في تقديم آخر أخبارهم وأحدث صورهم لأسرهم بشكل فوري، من طريق جهاز الاتصال الحديث «البلاك بيري» الذي استطاع أن ينال بكل جدارة لقب «خير جليس في حج هذا العام» بفضل إمكاناته التي تتيح له اختصار المسافات ونقل الواقع المعاش على الهواء مباشرة. ولم يدر بخلد المواطن المصري محمود مرسي أن حج هذا العام سيكون مغايراً عن سائر الأعوام المنصرمة، ويقول: «هذه هي المرة الرابعة التي أؤدي فيها فريضة الحج، لكنها الأولى التي أتاح لي فيها جهاز «البلاك بيري» الفرصة لنقل الصور والأحداث إلى أسرتي بشكل مباشر، بل أحتفظ لهم فيه بما هو أكثر من ذلك لعرضه لهم بعد انقضاء الفريضة ووصولي إلى مسقط رأسي». ويواصل: «زاد التفاعل مع هذا الاختراع العجيب، إذ أصبحت أتقمص دور المذيع لنقل الأحداث أولاً بأول وبشكل فوري إلى أسرتي». وفي مصادفة غريبة، أكد أن من الأسباب الرئيسة التي دعته إلى اقتناء «البلاك بيري» وصحبه معه في حج هذا العام، هو تعرض زوجته لوعكة صحية ألزمتها الفراش أسابيع عدة ما جعل الأطباء يحذرونها من الذهاب للحج. واستدرك: «بفضل خدمة الدردشة الفورية استطعت متابعة حال شريكة عمري والاطمئنان عليها باستمرار وعلى رأس الدقيقة والثانية بل في كل لحظة حتى جعلتها مشاركة لي في الأحداث وكأنها موجودة معي في حلي وترحالي بين المشاعر». وفي زاوية قصية، بعيداً عن أصوات منبهات المركبات وصافرات القطار ومركبات الدفاع المدني المزعجة وضوضاء المارة وزحمة الحجاج، جلس نايف النهاري مختلياً بنفسه مع أنيسه «البلاك بيري» الذي أصبح المتنفس الوحيد والممتع الذي لا يفارقه (بحسب إفاداته ل «الحياة») إلا عندما تغلب عليه سطوة النعاس ولا يشعر بشيء إلا و«الجهاز» يتدلى من بين يديه. وإزاء هذا الوضع، يعتبر رجال الأعمال «أكبر الرابحين» في حج هذا العام، إذ يستطيعون إنهاء جميع صفقاتهم التجارية وأعمالهم الخاصة من طريق رسائل «الهوت ميل» المفعلة سلفاً في أجهزة «البلاك بيري» التي تزوده بصور العقود وآخر المستجدات عن أوضاع شركاتهم وسير أعمالها، وبفضله استغنى الكثير من الحجاج عن جلب أجهزة الحاسب الآلي معهم كما في الأعوام الماضية، بعدما استطاع «البلاك بيري» أن يغطي جميع الحاجات التي يرغب فيها الحاج سواء بتصفح مواقع «الإنترنت» أو الدردشة الفورية من دون انقطاع وبكل يسر وسهولة، نظراً إلى خفة حجمه وسهولةحمله.