توّج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته الرسمية لروسيا بمحادثات اجراها مع الرئيس الروسي الكسندر مدفيديف جرى خلالها بحث الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والتعثر في عملية السلام وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وانتقل بعد الظهر الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة. وقابل الحريري الرئيس الروسي في مقر اقامته في منطقة غوركي، وعقدت على الفور محادثات حضرها عن الجانب اللبناني مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون محمد شطح وهاني حمود وجورج شعبان، وعن الجانب الروسي مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو وسفير روسيا الجديد في لبنان ألكسندر زاسبكين ومدير الخدمة الفيديرالية للتعاون العسكري الفني ميخائيل ديميترييف ونائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف. وفي مستهل اللقاء، رحب مدفيديف بضيفه وهنّأه وعَبْرَه «جميع المسلمين في لبنان بعيد الاضحى». وقال: «التقينا معكم منذ سنة تقريباً في قمة كوبنهاغن، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين بلدينا. وإنني مسرور جداً ان اراكم، خصوصاً بعد زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية الى روسيا. هناك مشاريع اقتصادية مشتركة، وهناك ايضاً مجال للتعاون الثنائي على الصعيد الانساني، وكذلك علينا ان نبحث الوضع في منطقة الشرق الاوسط، وانا اجري اتصالات دورية وأشارك زملائي الرأي حول الوضع الاقليمي». واكد انه سيعمل «لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا ولبنان». وشكر الحريري الرئيس الروسي على «حفاوة الاستقبال»، وقال: «اليوم أدّيْتُ صلاة عيد الأضحى في مسجد موسكو، ان العلاقات بين روسيا ولبنان علاقات مميزة وممتازة سياسياً، ونود ان نطور العلاقات الاقتصادية والتجارية لترقى الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين». ونوه بوقوف روسيا «معنا في مراحل صعبة، ومنها تلك التي شهد فيها لبنان اغتيالات، وإبان حرب تموز عام 2006، وكانت مواقف روسيا دائماً الى جانب لبنان، ورفضَتْ الحرب التي شُنت عليه والاغتيالات التي حصلت فيه». وقال: «ان الوضع في الشرق الاوسط معقد جداً وسنبحث فيه مع فخامتكم بالتفصيل خلال محادثاتنا». ثم عقدت محادثات مغلقة، واستغرق اللقاء مع الرئيس الروسي ساعة ونصف ساعة. وبعد انتهاء المحادثات توجه الحريري الى المطار، حيث اقيمت له مراسم الوداع الرسمية. وكان الحريري التقى في مقر اقامته السفراء العرب المعتمدين لدى العاصمة الروسية برئاسة عميد السلك الديبلوماسي العربي بالنيابة سفير تونس ميِّس الجيناوي، في حضور الوفد اللبناني الذي يضم الوزراء: علي الشامي وعدنان القصار وابراهيم نجار وسليم وردة وريا الحسن والمستشارون محمد شطح وجورج شعبان وهاني حمود، وجرى عرض للتطورات على الساحتين العربية والاقليمية. وعلمت «الحياة» ان الحريري ركز خلال اللقاء على عملية السلام والتعنت الاسرائيلي الذي يؤدي الى تعثر هذه العملية، والذي يسبب التطرف في المنطقة. واوضحت مصادر ديبلوماسية ان الحريري قال امام السفراء العرب ان الولاياتالمتحدة لا تمارس الدور المطلوب بالضغط على اسرائيل لتعديل موقفها لمصلحة السلام. وعن العلاقات العربية - الروسية، شدد الحريري على اهمية محادثاته في موسكو، والرغبة الروسية بالشراكة السياسية والاقتصادية والعسكرية مع لبنان، وشرح لهم نتائج هذه المساعدات، لا سيما العسكرية المجانية التي وافق الجانب الروسي على منحها للبنان بنتيجة هذه الزيارة. واشارت المصادر الى ان الحريري حض الدول العربية على ان تُقْبِل على تنمية العلاقات مع روسيا في اتجاه هذه الشراكة، للإفادة من الموقف الروسي في دعم الموقف العربي، خصوصاً ان موسكو تساند تاريخياً، وحتى الآن ايضاً، قضايا العرب الاساسية، وخصوصاً القضية الفلسطينية. وزار الحريري ضريح الجندي المجهول، حيث وضع اكليلاً من الزهر، يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر وبقية الوفد اللبناني، وأدت له التحية ثلة من حرس الشرف. اتفاق وبرنامج تعاون وبموازاة اللقاءات، وقّع وزير العدل ابراهيم نجار مع مدعي عام موسكو يوري تشايكا اتفاق تعاون وتبادل خبرات ومعلومات وتنظيم تبادل المعلومات القانونية والقضائية بين البلدين، في مقرّ المدعي العام الروسي. والتقى الوزير وردة نظيره الروسي ألكسندر افيدييف في مقر الوزارة وبحث معه المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وجرى توقيع برنامج تعاون ثقافي للاعوام 2010 و2012 بين وزارتي الثقافة في البلدين. واوضح وردة ان «اللقاء كان مناسبة للبحث في سبل تطوير التبادل الثقافي واتفق على إرسال فرقة فنية روسية الى لبنان واقامة اسبوع ثقافي روسي ومهرجان للسينما الروسية في بيروت، في خلال شهر نيسان من العام المقبل، واسبوع ثقافي لبناني في روسيا». وزارت الوزيرة الحسن وزير المال الروسي الكسي كودرين وعقدت معه اجتماعاً، وجرى بحث سبل توسيع التعاون بين البلدين على الصعيدين المالي والاقتصادي، واتفق على استمرار التواصل وتبادل الزيارات. وكان الجانب الروسي وافق على منح لبنان من ضمن المساعدة العسكرية ذخائر مختلفة بقيمة خمسة ملايين دولار.