لندن – رويترز، يو بي أي – شبّه رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز أيديولوجيا متشددي «القاعدة» وحلفائها، بالنازية، وحذّر من أن التشدد يمكن أن يشكل تهديداً للمملكة المتحدة لما لا يقل عن 30 سنة. وفي مقابلة مع صحيفة «ذي صنداي تلغراف» الصادرة امس، قال الجنرال ريتشاردز الذي تولى سابقاً قيادة قوات «الأطلسي» في افغانستان، إن «الغرب غير قادر على هزيمة الجماعات المتشددة مثل تنظيم القاعدة، لكنه يستطيع فقط احتواءها». وشدد على «أن تحقيق انتصار عسكري واضح على المتشددين غير ممكن، لكن احتواء تنظيم القاعدة ممكن وفي شكل من شأنه أن يقود إلى توفير حياة آمنة للبريطانيين». وأضاف الجنرال ريتشاردز، الذي تسلّم رئاسة الأركان الشهر الماضي ان «النصر والهزيمة في الحرب التقليدية واضحا المعالم للغاية ويُرمز إليهما من خلال سير القوات إلى عاصمة دولة أخرى، لكن علينا أن نسأل أولاً وقبل كل شيء: هل نحن بحاجة إلى هزيمة التطرف الاسلامي في معنى انتصار واضح المعالم؟». وأصرّ على أن هزيمة التطرف الاسلامي «لا لزوم لها ولن تحقق»، وأشار إلى أن أفضل سلاح في المعركة ضد تنظيم القاعدة هو «استخدام سياسة المنع من المنبع وتعزيز التعليم والديموقراطية». وقال إن «التهديد العالمي للقاعدة وفروعه الارهابية مستمر ودائم، وفي حال تركنا التنظيم من دون معالجة سيقيم له رؤوساً في الدول ولا سيما غير المستقرة منها، ويضع على المحك الأمن القومي في المملكة المتحدة وحلفائها». وشبّه الجنرال ريتشاردز أيديولوجيا التطرف الاسلامي التي وصفها بالخبيثة بألمانيا النازية، واعترف بأن الشعب الافغاني «بدأ يضجر من عدم قدرة الحلف الاطلسي على تحقيق وعوده». واستبعد إمكان تدخل بريطانيا عسكرياً في المستقبل في بلدان أخرى مثل افغانستان والعراق، لكنه اعتبر أن «من الجنون القول إننا لن ندعم هذا الموقف في أحد الأيام». وكشف أن الأمير وليام، المصنّف ثانياً في ترتيب ولاية العرش، من غير المرجح أن يخدم في افغانستان، لكنه اقترح بأن شقيقه الأمير هاري، المصنف ثالثاً والذي يتدرب حالياً على قيادة المروحية المقاتلة (أباتشي)، يمكن أن يعود الى الخدمة على خط المواجهة في ولاية هلمند. وأكد ريتشاردز ان هدف بريطانيا إنهاء دورها القتالي في أفغانستان بحلول عام 2014-2015، لكنه لم يحدد المدة التي ستحتاج فيها قوات الأمن الأفغانية لدعم قوات التحالف. وتأتي تصريحات رئيس الأركان البريطاني ضمن مجموعة من المواقف التي تمهد لانسحاب قوات التحالف من أفغانستان على مدى السنوات المقبلة، على رغم أن «طالبان» ما زالت تشكل تهديداً. لكن ريتشاردز شدد على تحقيق الاستقرار للمنطقة قبل إكمال اي انسحاب.