حققت الأمطار التي هطلت أخيراً على منطقة عسير، والمنطقة الشرقية، وبعض محافظات منطقة الرياض حجماً مرتفعاً عن المعدل الطبيعي، تجاوز في منطقة عسير المقياس العالمي المحدد ب116 ملليمتراً. وكان وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ قام بزيارة إلى مدينة الدمام للوقوف على حجم الأضرار التي تسببت بها الأمطار التي هطلت خلال الأسبوع الماضي، واجتمع الوزير فور وصوله بأمين المنطقة الشرقية وقيادي الوزارة والأمانة وأطلع على خطط الأمانة في تصريف ودرء السيول، وكذلك مشاريع تصريف مياه الأمطار، ووجه بتسخير الإمكانات كافة لحل المشكلات في مدن المنطقة كافة. وأشارت وزارة الشؤون البلدية والقروية في بيان لها أمس إلى قيام بعض المطورين للمخططات العقارية أثناء أعمال التطوير بالردم والاعتداء على مجاري الأودية والشعاب وإخفاء معالمها، إلى جانب الاعتداءات على الأودية وروافدها سواء بالبناء عليها أم إنشاء المزارع للاستفادة من المياه عند هطول الأمطار. وأكدت حرصها على إعداد الاستراتيجية الوطنية لتصريف مياه الأمطار ودرء مخاطر السيول في جميع مناطق المملكة، إذ تم البدء في تنفيذ المرحلة العاجلة بتصنيف 29 مدينة على درجة عالية من الخطورة في حال تعرضها للأمطار الغزيرة منها مدن أبها وخميس مشيط وبيشة، وذلك لما تختص به تلك المدن من خصائص من حيث كمية الأمطار وطبوغرافية الأرض، وعدد السكان، وحجم الاستثمارات بها، ومن ثم إعطائها الأولوية في تنفيذ مشاريع السيول، إضافة إلى إلزام الجهات المختصة كافة باعتماد المخططات السكنية والزراعية وغيرها باعتماد الدراسات الهيدرولوجية والتصاميم الهندسية اللازمة لحماية المخططات من الأمطار والسيول. ودعت الوزارة إلى ضرورة التزام الجهات الحكومية كافة والمطورين للمخططات العقارية، وحتى المواطنين أنفسهم بالحرص على سلامة هذه المشاريع وفاعليتها وصيانتها، لأداء دورها في حال هطول الأمطار أو جريان السيول، متوقعاً أن تسهم هذه المشاريع بعد الانتهاء من تنفيذها في تخفيف درجة المخاطر الناجمة عن الأمطار والسيول إلى أدنى المستويات. وعلى الصعيد ذاته، أكدت أمانة المنطقة الشرقية انخفاض منسوب تجمعات مياه الأمطار في جميع الأحياء والطرق، مشيراً إلى انسيابية الحركة المرورية بالكامل وفتح جميع الأنفاق، بعد إغلاقها بست ساعات، وذلك بعد أن تم تنظيفها وتصريف مياه الأمطار الموجودة كافة فيها التي تكونت بسبب غزارة الأمطار ونزول مياه كبيرة من الأحياء القريبة، ما تم إغلاقها لحين الانتهاء من تصريف مياه الأمطار وتنظيفها بالكامل كافة. وأوضح المدير العام لإدارة العلاقات العامة والإعلام المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن الأمانة نشرت منذ بدء موجة الأمطار أكثر من 300 معدة وآلية، إضافة إلى أكثر من 750 عاملاً وفرق نظافة وصيانة ومراقبين، في جميع الأحياء والشوارع الرئيسة وخصوصاً في الأحياء غير المخدومة بشبكات تصريف مياه الأمطار، لافتاً النظر إلى أن جميع محطات تصريف مياه الأمطار البالغ عددها 43 محطة عملت بكامل طاقتها التصريفية البالغة 420 ألف متر مكعب في الساعة. وكشف أن الأمانة قامت أخيراً على حساب مشاريعها تنفيذ الربط للطريق الساحلي المحاذي لمخطط 1-97 بالخالدية الشمالية، وإعطاء التصاريح لربط جزء من الدائري بجنوبالدمام على شبكات تصريف مياه الأمطار التابعة للأمانة، فضلاً عن قيام الأمانة بتنفيذ محطة تصريف أمطار وشبكات لتخديم طريق أبو حدريه غرب المنار، وكذلك الطريق الدائري جنوب حي المنار والفيصلية. وأشار إلى أن الأمانة انتهت من تنفيذ أكثر من 90 في المئة من الشبكات على جانبي الطرق السريعة، مؤكداً وجود تنسيق مستمر مع المختصين بإدارة الطرق والنقل، ويتم تزويدهم أول بأول بمخططات وبيانات الشبكات التي انتهت الأمانة من تنفيذها بالأحياء السكنية بالقرب من الطرق السريعة التابعة للإدارة العامة للطرق والنقل. وبين أن بلدية الظهران قامت بالعمل على سحب المياه من مواقع عدة في الظهران منها موقعين بحي القصور وموقع بحي السلمانية، فيما تم العمل بجميع الآليات لسحب المياه من تقاطع الأمير فيصل مع أبوعبيده (مقابل مجمع الظهران) لفتح الطريق، وكذلك تقوم الآليات التابعة لوزارة النقل بسحب المياه من تحت كبري الدوحة تقاطع طريق الأمير سلطان مع الأمير محمد بن فهد، وتم البدء بفتح الحركة فيه. في حين قامت بلدية محافظة الخبر بسحب تجمعات مياه الأمطار من الشوارع الرئيسة، إذ تم فتح طريق الملك فيصل الساحلي مع تقاطع الأمير سلطان، إضافة إلى عدد من الطرق الرئيسة، فيما حضرت الفرق الميدانية في جميع الأحياء غير المخدومة بشبكات تصريف مياه الأمطار. وأكد أن الحالة المطرية التي شهدتها المنطقة الشرقية ليوم واحد (الخميس)، التي بلغت 170 ملليمتراً بحسب كميات الضخ من محطات تصريف مياه الأمطار تعادل عام ونصف العام من الحالة المطرية، موضحاً أن جميع محطات تصريف الأمطار كانت تعمل بكفاءة عالية، على رغم كميات الأمطار الكبيرة جداً التي كانت تعمل على تصريفها.