بلغ فريقا الشباب والأهلي نهائي كأس خادم الحرمين، بعد أن نجحا أمس (الأحد) في تجاوز الاتفاق والاتحاد في إياب نصف نهائي المسابقة، إذ تغلّب الشباب على نظيره الاتفاق في الرياض بهدف من دون رد، بعد أن كانت مباراة الذهاب انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثليهما، وفي جدة كرر الأهلي تفوقه على منافسه التقليدي الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعد أن كسب موقعة الذهاب بهدفين مقابل هدف. وبذلك يلتقي الشباب والأهلي في أول نهائي يقام في مدينة الملك عبدالله الرياضية. الشباب - الاتفاق ساد الحذر دقائق المباراة الأولى، وبالغ المدير الفني لفريق الاتفاق الروماني أيوان أندوني في إغلاق مناطقه الخلفية بأربعة لاعبين، ومن أمامهم ثلاثة لاعبين في خط المحور، معتمداً على انطلاقات علي الزقعان ومحمد كنو من الإطراف وبابا وايغو وحيداً في خط المقدمة، ولم يشكّل الأخير طيلة هذا الشوط قلقاً على دفاعات الشباب، إذ لم يُختبر الحارس وليد عبدالله سوى في مناسبة وحيدة جاءت من طريق غريغوري من تسديدة حوّلها وليد عبدالله لركلة ركنية، فيما تسيّد أصحاب الأرض هذا الشوط بفضل تحركات ظهيري الجنب السليطين ومعاذ ورافينها، فيما تفرغ أحمد عطيف وفرناندو لصناعة اللعب والاختراق من العمق وشكّلوا هجوماً شرساً على مرمى محمد شريفي الذي ذاد عن شباكه بكل بسالة، وأنقذ مرماه من ثلاثة أهداف محققة. وافتتح الخطورة الشبابية المهاجم المشاكس رافينها بعد ما توغّل داخل منطقة الجزاء، وتلاعب بأكثر من مدافع وسدّد كرة زاحفة أبعدها شريفي (5)، وكاد مهند عسيري أن يفتتح التسجيل لفريقه من كرة رأسية، غير أن شريفي عاد وتألق في الذود عن مرماه (15)، ولم يوفق المتخصص في تسديد الكرات الثابتة المدافع حسن معاذ من ترجمة أحد الأخطاء بعد ما سدّد كرة صاروخية أبعدها الحارس الاتفاقي لركلة ركنية (34)، وكاد المدافع ماجد المرشدي أن يدرك الهدف الأول برأسية جميلة ارتطمت بالقائم (45). في شوط المباراة الثاني، تحصل أصحاب الأرض على ما بحثوا عنه طوال ال45 دقيقة من شوط المباراة الأول، إذ استطاع عمر الغامدي زيارة شباك محمد شريفي من خلال تسديدة قوية من الجهة اليمنى (50)، وأهدر لاعب الاتفاق علي الزقعان فرصة التعديل، بعدما وجد نفسه أمام المرمى، لكنه سدد كرة زاحفة مرت بسلام على مرمى وليد عبدالله (57)، وعاد اللاعب نفسه مرة أخرى وتجاوز المرشدي ووليد عبدالله، ولعب كرة عرضية داخل خط ال6 لم تجد المتابعة الكافية (71). الاتحاد - الأهلي جاءت البداية أهلاوية خلاف المتوقع، إذ هاجم لاعبوه منذ الدقائق الأولى، مستغلين تراجع لاعبي الاتحاد إلى مناطقهم الخلفية على رغم أن الفوز هو فرصتهم الوحيدة للتأهل إلى نهائي الكأس، لينذر البرتغالي لويس ليال مرمى القرني بأول كرة خطرة ثبتها على صدره قبل أن يبعدها باجندوح قبل التسديد (2)، ثم لعب ليال كرة عرضية متقنة من الجهة اليسرى سددها مجرشي على الطائر، لكن القرني حولها إلى ركنية (6)، بعدها أرسل تيسير الجاسم قذيفة قوية من خارج ال18 في يد فواز القرني (10). بداية الإثارة والأهداف كانت من الضيوف، إذ نجح تيسير الجاسم في إحراز هدف فريقه الأول، مستثمراً عرضية منصور الحربي ليحولها برأسه في أقصى الزاوية اليمنى للقرني، مشعلاً المدرجات الخضراء (14)، ولم يترك عبدالفتاح عسيري الفرصة للأهلاويين لإكمال فرحتهم بالهدف عندما باغتهم بإحراز هدف التعادل بعد دقيقتين فقط مستفيداً من الخطأ الفادح لمنصور الحربي في تخليص الكرة ليودعها الشباك لتتحول الأفراح إلى المدرجات الصفراء (16). بعدها عاد البرتغالي لويس ليال ليمارس هوايته المفضلة في التسديد الصاروخي من خارج منطقة الجزاء، إذ أرسل كرة مباغته أخطأ القرني في التصدي لها لتتهيأ أمام موسورو الذي عالجها سريعاً في الشباك، مسجلاً الهدف الأهلاوي الثاني (20)، وزاد المدافع محمد أمان من صعوبة المهمة الصفراء بإحرازه الهدف الثالث من خطأ خارج الصندوق، سدده بقوة في الشباك وسط نظرات الأسى والحسرة من مدافعي الاتحاد، ومن خلفهم الحارس القرني ليؤزم موقف أصحاب الضيافة (29). محاولات المتحرك عبدالفتاح عسيري أثمرت عن الحصول على ركلة جزاء بعد إعاقته من أمان لينفذها البرازيلي ليوناردو في شباك المعيوف، محرزاً الهدف الثاني لفريقه (40)، وتعرض المهاجم محمد مجرشي لإصابة لم تمكنه من إكمال اللقاء ليترك أرضية النزال لمصطفى بصاص في الثواني الأخيرة من الشوط الأول (45). وفي الشوط الثاني، تراجع الأداء الفني للمباراة، بعد أن عاد لاعبو الأهلي للخطوط الخلفية للخروج بنتيجة المباراة بأقل مجهود، فيما لم يظهر الاتحاد الرغبة الكافية في تقليص الفارق، إذ افتقدت الهجمات الاتحادية التنظيم وسرعة نقل الكرة نحو مرمى الأهلي. المدرب الاتحادي زج بسلمان صبياني وأحمد الفريدي على حساب مختار فلاتة وفهد المولد بحثاً عن تنشيط الشق الهجومي، لكن من دون جدوى، ولم تشهد الحصة الثانية أحداثاً تستحق الذكر سوى الإبعاد بالبطاقة الحمراء لمدافع الاتحاد باسم منتشري (90).