هكذا هم الرجال يغادرون بهدوء... لا يشعرونك بأنهم يعانون، يجاهدون أصعب أنواع المرض، لكن لا تسمع لهم أنيناً حتى وهم ينازعون. عماد الدين ضبان الزميل في صحيفة «الحياة» (مكتب الرياض) من أولئك الرجال، رحل تاركاً في قلوب كل من عرفوه ألماً وغصة، إذ إنهم كانوا يعتقدون أنه لا يشكو من أي مرض، لأن الابتسامة لم تكن تغادر محياه. أصيب ضبان بالسرطان قبل نحو عامين وجاهد ليهزمه، كما تغلب دائماً على ظروف الحياة الصعبة، وقهر البعد عن الوطن فلسطين، لكن المرض اللعين تسلل إلى جسده من جديد، بعدما ظن أنه غادره ولم يمهله طويلاً. عمل ضبان في صحيفة «الحياة» منذ نحو 20 عاماً، كان خلالها مثالاً للموظف الخلوق المتفاني في عمله، حتى ان سجله الوظيفي كان ناصع البياض. عماد كان متفائلاً دائماً بأن العودة إلى الديار قريبة، لكن الله شاء أن يموت في الرياض عن 45 عاماً، ويترك خلفه زوجة وستة أطفال ربما سيتمكنون من رؤية الوطن. أسرة «الحياة» تدعو للأخ الصديق عماد ضبان بالرحمة والمغفرة، وتسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.