قضت محكمتان مصريتان في محافظتي المنيا وكفر الشيخ بسجن 51 من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مدداً متفاوتة بتهمتي العنف والتحريض على العنف خلال تظاهرات نظمها مؤيدون لجماعة «الإخوان المسلمين» عقب عزل مرسي، فيما تصدر محكمة جنايات المنيا اليوم حكمها في قضية الإعدامات الشهيرة، بعد أن تلقت رأي المفتي الرافض قرارها السابق بإعدام 528 من أنصار مرسي. وتصدر المحكمة نفسها حكمها في اتهام 684 بينهم مرشد «الإخوان» محمد بديع بالعنف. وكانت المحكمة أحالت الشهر الماضي أوراق 528 متهماً على المفتي لاستطلاع رأيه في إعدامهم على خلفية اتهامهم في أحداث عنف أعقبت فض اعتصامَي «رابعة العدوية» و «النهضة» في 14 آب (أغسطس) الماضي. وصدر الحكم في ثاني جلسات المحاكمة، ونال انتقادات حقوقية محلية ودولية، إذ إنها المرة الأولى في تاريخ القضاء المصري التي يُحال فيها هذا العدد الكبير على المفتي لاستطلاع رأيه في شأن إعدامهم. ورأي المفتي غير ملزم للمحكمة. وبين المتهمين 147 موقوفاً أبرزهم القيادي في جماعة «الإخوان» نقيب المعلمين في المنيا إسماعيل ثروت، والباقون في حال فرار. ووجهت المحكمة إلى المحكومين تهم قتل نائب مأمور مركز شرطة مطاي العقيد مصطفى رجب والشروع في قتل ضابط وشرطي آخرين واقتحام مركز الشرطة. كما تصدر المحكمة ذاتها حكمها في اتهام 684 من أنصار مرسي بينهم بديع، على خلفية أحداث العنف التي شهدها مركز شرطة العدوة وقُتل فيها 16 شرطياً، عقب فض اعتصامَي «رابعة العدوية» و «النهضة». وشهدت المنيا أعمال عنف واسعة النطاق عقب فض الاعتصامين وتم اقتحام وحرق ونهب مراكز شرطة وكنائس ومنشآت حكومية. وسعت وزارة العدل إلى التقليل من حدة الحكم، فأشارت إلى أن معظم المحكومين فارون، وفي حال محاكمتهم حضورياً فلهم الحق في المثول أمام المحكمة وإعادة النظر بالدعوى وإجراءات التقاضي المتعلقة بهم مرة أخرى أمام المحكمة نفسها. وشهدت المحافظة استنفاراً أمنياً خشية حدوث أعمال عنف بعد النطق بالأحكام اليوم. وانتشرت الشرطة في ميادين المحافظة بكثافة، وأمام قرى عدة تقطن فيها عائلات عشرات من المحكومين. وقضت محكمة جنح المنيا أمس بمعاقبة 38 من أنصار مرسي بالسجن لمدد تتراوح بين 3 سنوات و23 سنة بعد إدانتهم بتهم من بينها العنف والشغب. وصدرت الأحكام في 3 قضايا منفصلة تتعلق بأعمال عنف وقعت في مركزي المنيا ومطاي عقب عزل مرسي. وبين المحكومين 29 في حال فرار. كما قضت محكمة جنح كفر الشيخ بحبس 12 من أنصار «الإخوان» لمدة 17 سنة، ومتهم واحد لمدة 20 سنة لاتهامهم بالشغب والعنف، في تظاهرات اندلعت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وشهدت الجامعات هدوءاً أمس بعدما انتهت الدراسة في معظمها، تمهيداً لبدء امتحانات نهاية العام مطلع الأسبوع المقبل، لكن مناوشات محدودة وقعت قرب جامعة الأزهر بين طالبات في الجامعة والشرطة بعد أن خرجن من حرم الجامعة للتظاهر في الشارع، ففرقتهن الشرطة. وفي سيناء، جُرح ضابطان وأمين شرطة بطلقات نارية جنوب غربي مدينة العريش، إثر إطلاق وابل من الرصاص نحو سيارة كانوا يستقلونها من مسلحين مجهولين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن «مسلحين مجهولين هاجموا سيارة تابعة للشرطة صباح (أمس) اثناء قيامها بعملية تمشيط في منطقة السمران جنوبالعريش... استوقفت سيارة خاصة سيارة شرطة على الطريق الدائري ثم بادروهم بإطلاق النار عليهم». وأسفر الهجوم عن جرح ضابطي شرطة برتبة نقيب وعريف شرطة كان يقود السيارة، ونقلوا إلى مستشفى لتلقي العلاج وقامت القوات بعمليات تمشيط بحثاً عن الجناة. وأعلن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي أن قواته دمرت نفقاً للتهريب أسفل مسجد في مدينة رفح في شمال سيناء. وأوضح أن «القوات قامت بحملة تمشيط في إحدى المناطق في نطاق بوابة صلاح الدين في محيط مسجد النصر ودمرت 6 فتحات نفق داخل المسجد»، مضيفاً أن «تلك الأنفاق تستخدمها العناصر التكفيرية في أعمال التهريب والتسلل من قطاع غزة وإليه، بهدف تكثيف نشاطها في شمال سيناء». ولفت إلى أن القوات «ألقت القبض على 5 تكفيريين بينهم أمير جماعة تكفيرية من المتورطين في تنفيذ هجمات إرهابية متكررة ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية في منطقة كمين الماسورة في رفح». من جهة أخرى، أصيب الرئيس المخلوع حسني مبارك بهبوط في الدورة الدموية أثناء نظر جلسات إعادة محاكمته ووزير داخليته حبيب العادلي ونجليه علاء وجمال مباك و6 من كبار مساعدي العادلي، بتهم قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحته في العام 2011.