أجبرت السيول الجارفة التي اجتاحت منطقة عسير السعودية أول من أمس، الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى إصدار بيان تبرئ فيه ساحتها بعد اتهامات طاولتها في وسائل التواصل الاجتماعي من بعض المغردين «هواة الطقس» لعدم تقديمها التحذيرات والتنبيهات في الوقت المناسب، وقالت «الهيئة» في بيانها إنها وفرت كل المعلومات الكافية في تقاريرها، واصدرت أول تنبيهاتها الإثنين الماضي، مضيفة أنها تتبعت الحالة الجوية وأصدرت تنبيهان آخران الثلثاء الماضي وفق جدول زمني متفق عليه مع الجهات الحكومية ذات العلاقة. وقال البيان: «إن الهيئة بدأت بالتنويه عن الحالة في تقريرها يوم الإثنين 16-5-1438ه، الذي أشار بوضوح إلى أمطار رعدية ممطرة على منطقة عسير، إذ تابعت الهيئة دورها في تتبع الحالة الجوية وتقديم التنبيهات اللازمة حيالها، وفقاً للجدول الزمني المتفق عليه مع الجهات الحكومية ذات العلاقة». وأضاف البيان: «ورد التنبيه على منطقة عسير يوم الثلثاء عند الساعة التاسعة صباحاً، تلاه تنبيه متقدم عند الساعة الواحدة ظهراً من يوم الثلثاء على خميس مشيط، وأحد رفيدة، وأبها والأجزاء المجاورة لها، وكان وصف الحالة في التنبيه المتقدم أمطاراً رعدية من متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة وجريان السيول»، لافتاً إلى أن الهيئة أصدرت عبر تنبيه متقدم عند الساعة الخامسة مساء من يوم الثلثاء على أبها، وخميس مشيط، وقيان، وسراة عبيدة، ومريخة، واصفة الحال بأمطار رعدية غزيرة مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة. وأكدت الهيئة حرصها على أداء مهماتها على أكمل وجه، وتقديم المعلومات المتعلقة بالطقس وفقاً للخطط المتبعة في ذلك وجدولها الزمني. وجاء بيان «الهيئة» بعد أن تداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تنبيهاتها حول الحالة المطرية «جود» بشيء من الغضب و«التندر»، إذ أكدوا أن تنبيهاتها جاءت متأخرة وبعد أن «وقع الفأس على الرأس»، فيما أبدى كثير من هواة الطقس استعدادهم لتطوير الأرصاد من دون مقابل مادي لتصبح في مراكز متقدمة، بينما أشار آخرون إلى أن تحليلات «الهواة» أحرجت هيئة الأرصاد أمام المسؤولين وأصابتهم في مقتل، كما وصف آخرون بيان «الهيئة» بأنه متشنج، وأن عليها الاستفادة من خبراتهم لا «تكميمها». بدوره، أبدى أستاذ المناخ رئيس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة الدكتور عبدالله المسند أسفه على بيان «هيئة الأرصاد»، إذ أكد على حسابه في تويتر أن «البيان» أشار إلى الحالة الجوية في مدينة أبها الساعة 10.21، فيما ضربت الأمطار الغزيرة المدينة الساعة الخامسة، مبيناً أن الحالة بدأت الساعة الواحدة من ظهر الثلثاء. وأشار إلى أن الهيئة هدفها إخلاء مسؤوليتها أمام المسؤولين، إذ إنها أصدرت ثمانية تنبيهات دفعة واحدة، مطالباً الجهات الرسمية التحقيق مع الأرصاد بعد تعريضها حياة الناس للخطر. يذكر أن الأمطار التي هطلت على مدينة أبها سجلت أعلى نسبة هطول منذ 40 عاماً، إذ بلغت 116 ملم متخطية الرقم السابق 90.2 والمسجل عام 1982، وتسببت في وفاة طفل غرقاً، وإغلاق الطرق وإعلان الطوارئ.