أوضح الشاعر جاسم الصحيح أن التاريخ هو الحكم على جودة الشعر، واصفاً من يتفاخر بأنه أسس مدرسة شعرية بالمغرور، «لا غرور أكثر من هذا الغرور». وشدد في الأمسية الشعرية التي نظمها منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف أخيراً، على أن الشعر هو صياغة وجدان الإنسان، لافتاً إلى أن الشعر «نص مقدس». وأكد في الأمسية التي شهدت حضوراً كبيراً من شعراء ونقاد المنطقة والمهتمين بالشعر، أهمية أن يكون للشاعر وعي شعري حتى يتمكن من كتابة الشعر. وقال: «إن الشاعر يقرأ ما يحدث في بيئته، ويقوم بتحويلها إلى صورة أدبية»، مبيناً أن الشعر هو حال من حالات الكون التي يصورها الشاعر بصورة فنية جمالية أدبية، مشيراً إلى أن الشاعر الناجح هو الذي يملك القدرة على تذويب الأساطير التاريخية من دون ذكر الأسماء، مشيراً إلى دور القارئ الواعي في فهم الأسطورة والشخصيات المقصودة. ومضى يقول: «الشعر أسطورة، فنحن حينما نكتب؛ نعود إلى البدايات الجميلة للإنسان وإلى الأساطير القديمة». ونوه الشاعر المعروف بشاعر الحب والإنسانية إلى ضرورة معرفة عناصر فن الشعر، إضافة إلى الموهبة والمعرفة من أجل كتابة شعرية سليمة، مشدداً على أهمية استخدام المجاز بقوله: «إذا لم تكتب مجازاً.. لم تكتب شعراً». وذكر أن موهبة الشاعر لا يمكن اختالها أو توجيه مجراها في جهة محددة، نافياً أن يكون الشعر الساخر «هو أصعب الأنواع الشعرية»، مبيناً أنه لا يوجد شاعر يخلو شعره من أسلوب السخرية، «الذي قد يتجلى عند بعض الشعراء في عدد من أبيات القصيدة، بينما يخصص شاعر آخر لها قصيدة كاملة». وكان الشاعر الصحيح الذي تفاعل معه الحضور بكثرة التصفيق والإعجاب، قرأ عدداً من القصائد منها: نجمة الأرض الأخيرة، مجرات هجرية، كل الغيم محجوز، مدن مأهولة بالهجاء، الشاعر المتشجر بالكائنات، غريبان في المرآيا، وجهك صدفة أم قدر، تأويل.