يجوب مسؤولون سوادنيون دول الخليج، لاستقطاب استثمارات لتنمية شرق السودان، الذي انهكه النزاع المستمر، والتمرد على مدى العقود الماضية. ويتحرك المسؤولون السودانيون للترويج لمؤتمر المانحين الخاص بشرق السودان، الذي سيعقد في الكويت مطلع الشهر المقبل، يقدمون من خلاله 177 مشروعاً استثمارياً وتنموياً تغطي ولايات الشرق الثلاث: البحر الأحمر، القضارف وكسلا، بكلفة تتجاوز أربعة بلايين دولار. وتشكل المنطقة الشرقية نحو 12 في المئة من مساحة البلاد، أي نحو 336 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، وتتوافر على أرضها موارد طبيعية هائلة. وأكد مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان إسماعيل، رئيس اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر تنمية الشرق وإعماره، مشاركة عدد من المنظمات الخيرية والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية في المؤتمر. وشدد إسماعيل في مقابلة مع «الحياة» خلال زيارة للإمارات أول من أمس، على أهمية انعقاد المؤتمر ونجاحه. وأشار الى أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار تنفيذ اتفاق وُقع في العاصمة الاريترية أسمرا، في تشرين الأول (أكتوبر) 2006، بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق (تحالف مؤتمر البجا والأسود الحرة)، ومن بنودها عقد مؤتمر دولي للمانحين، إضافة الى تقديم دراسات حول 3 مشاريع في مجالات رئيسية في هذه المنطقة. وأضاف: «إن الأطراف موقعة الاتفاق التزمت في شكل تام بوقف إطلاق النار، وسعيها الجاد لترجمة بنوده على أرض الواقع»، مشيراً الى أن السودان ينتظر من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية والصناديق المتخصصة والجمعيات الخيرية، تشجيع السلوك الإيجابي، بإظهار الجدية بالمشاركة في المؤتمر، وتقديم التعهدات اللازمة في مجالات الخدمات والبنية التحتية والاستثمار في المشاريع التنموية». وأوضح أن المشاريع التنموية التي تنوي الحكومة طرحها خلال المؤتمر، تتعلق بقطاعات التعدين والصناعة والبنية التحتية، والتعليم والصحة والكهرباء والماء. ومن ضمن مشاريع البنية التحتية، شبكة طرق دولية تربط الولايات الثلاث بدول الجوار، مصر من الشمال، واريتريا من الشرق، وإثيوبيا من الجنوب الشرقي، إضافة الى دراسة لإقامة معهد تقني تعكف على وضعه شركة ألمانية للإعداد والتأهيل التقني والفني. وأكد المسؤول السوداني أن المنطقة غنية بالمعادن، مثل الذهب والمنييزيوم والحديد، كما تمتاز بصناعة الاسمنت والنفط والغاز الطبيعي. كما ستعرض في المؤتمر دراسات تتعلق بالزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، إضافة إلى دراسات في الاستثمار العقاري بالمدن الثلاث. وتعتبر الولاياتالشرقية من أكثر مناطق الجذب السياحي والأثري. وأشار الى استجابة الكثير من الدول لحضور المؤتمر، واستعدادها لتقديم المساعدات، منها دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وبعض الدول الآسيوية مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية وماليزيا، ومن الدول العربية، الكويت وقطر والإمارات، والسعودية ومصر والبحرين، إضافة الى عدد كبير من المؤسسات والمنظمات الخاصة. وأوضح أن زيارته الإمارات تأتي في إطار إنجاح المؤتمر، «وشكلت لجنة تحضيرية برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح، وشكلنا لجنة خماسية لتحضير المشاريع تضم البنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي والمصرف العربي وصندوق الإنماء للأمم المتحدة وصندوق تنمية شرق السودان وإعماره». وأضاف أن اللجنة الخماسية عكفت على تحضير المشاريع ضمن 3 محاور: قطاع الخدمات، البنية التحتية والاستثمار في الزراعة والصناعة. وأشار إلى أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية، سيحضّ غرف التجارة والصناعة الخليجية على حضور المؤتمر.