حذرت الأممالمتحدة من تفاقم شح المساعدات الانسانية في بلدات كفريا والفوعة ومضايا والزبداني التي كانت محور اتفاق لوقف النار بين النظام وفصائل مقاتلة نص على إدخال مساعدات «متزامن»، مناشدة كافة الأطراف السماح بإيصال مساعدات عاجلة الى سكّانها قبل أن تحلّ بهم «كارثة إنسانية وشيكة». وقال المنسق المقيم للامم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في دمشق علي الزعتري في بيان نُشر على موقع الأممالمتحدة ليل الإثنين – الثلثاء، إن «ما يزيد حدة الحصار الجائر وغير المبرر على الاطلاق ترتيبات المعاملة بالمثل بين البلدات، ما يجعل وصول المساعدات الانسانية عرضة لمفاوضات مضنية لا تقوم على المبادئ الانسانية». وطالب الزعتري «جميع الفرقاء بالتوافق من أجل إيصال المساعدات الفورية الى البلدات الأربع، حيث يقطن ستون ألفاً من الأبرياء ضمن حلقة مفرغة من العنف اليومي والحرمان، يسود فيها سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية المناسبة»، مشيراً إلى أن ذلك «لا يمكّن الحالات الطبية الحرجة من تلقي العلاج المناسب ولم يسمح بإجلائها». وحض «جميع القوى المعنية بشكل مباشر وجميع الاطراف المؤثرة عليها لاقناع تلك القوى بالسماح للمساعدات الانسانية العاجلة بما فيها عمليات الاجلاء الطبي أن تجري من دون تأخير»، لافتا الى أن «المساءلة الأخلاقية والمعنوية تقع على عاتق كل من يعيق هذا الوصول». ويحاصر الجيش السوري مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، فيما تحاصر فصائل مقاتلة بينها «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب شمال غربي البلاد، وتوقف النار فيها بناء على اتفاق في أيلول (سبتمبر) 2015. واعلنت الأممالمتحدة قبل اسبوع ان قافلة انسانية واحدة تمكنت من نقل مساعدات الى 40 الف سوري محاصرين في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي الذي وصفته ب «أسوأ شهر» على الصعيد الانساني منذ آذار (مارس) 2016 الماضي، تاريخ تشكيل مجموعة العمل الانسانية برئاسة الولاياتالمتحدة وروسيا وباشراف الاممالمتحدة، بينما كانت هناك قوافل مساعدات جاهزة لمساعدة 914 الف شخص. واعلنت «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» أول من أمس انها أدخلت مع الاممالمتحدة والهلال الاحمر السوري قافلة مساعدات إنسانية الى 110 الاف شخص محاصرين في منطقة الرستن في محافظة حمص وسط البلاد، وتحاصر قوات النظام هذه المنطقة التي تعتبر من آخر تجمعات مقاتلي المعارضة في محافظة حمص. وتقدر الأممالمتحدة وجود 4.72 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول اليها في سورية، بينهم 600 الف عالقون في المناطق المحاصرة.