قال الرئيس بشار الأسد بعد محادثاته مع نظيره الروماني ترايان باسيسكو في بورخارست امس ان رومانيا «تستطيع ان تلعب دوراً مساعداً في عملية السلام»، فيما اكد الرئيس الروماني ان سورية «لاعب أساسي» في تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وكان الاسد وباسيسكو أجريا أمس محادثات بعد وصول الرئيس السوري وعقيلته السيدة أسماء الى بوخارست في زيارة رسمية، تضمنت جلسة محادثات ثنائية وأخرى موسعة جرت بحضور الوفد المرافق وضم وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزيرة الاقتصاد لمياء عاصي. ووقع الوزراء المعنيون اتفاقات للتعاون في مجالات العدل والبيئة والنقل والثقافة، قبل لقائه رئيس الوزراء الروماني اميل بوك وكبار المسؤولين في رومانيا. وقال الأسد في مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع نظيره الروماني إن زيارة باسيسكو قبل عامين لسورية «كانت مهمة وحسنت العلاقات بعد فترة انقطاع طويلة بين البلدين، لكن ما زال التبادل التجاري ضعيفا، ونحن نريد اليوم أن نعطي دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية». وتابع ان المحادثات تناولت «القضايا السياسية، وفي مقدمها التعاون مع الاتحاد الأوروبي وعملية السلام في الشرق الأوسط، ورومانيا دولة مهمة وتستطيع أن تلعب دورا مساعدا في دفع عملية السلام، خصوصا في ظل التحرك الأميركي الأخير. وأكدت لباسيسكو الموقف السوري التقليدي الذي يسعى الى تحقيق السلام في الشرق الأوسط». وكان الرئيس السوري قال بعد لقائه الرئيس البلغاري جورجي برفانوف في صوفيا اول من امس انه شكر موقف صوفيا «الداعم لانضمام سورية إلى اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أنه «شرح للرئيس برفانوف موقف سورية المستمر كما هو دائماً في دعم عملية السلام القائمة في الشرق الأوسط»، وأنه شجع بلغاريا على «لعب الدور الممكن لدفع إسرائيل باتجاه التحرك قدماً في عملية السلام، خصوصا في إطار المبادرة الأميركية الأخيرة التي انطلقت منذ نحو شهرين». من جهته، قال باسيسكو: «قمنا بالجولة الأولى من المحادثات، وتطرقنا إلى العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط والآفاق المستقبلية للتعاون الثنائي، وبشكل عام تحدثنا عن آفاق العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي». وقال الرئيس الروماني في حديث الى «الوكالة السورية للانباء» (سانا) ان سورية «لاعب أساسي في الشرق الأوسط، وبإمكانها أن تعزز الاستقرار والأمن في المنطقة، ونحن كشركاء ثنائيين وكأعضاء في الاتحاد الأوروبي نشجع سورية على القيام بهذا الدور وتعزيزه». وزاد رداً على سؤال ان لرومانيا «علاقات جيدة جداً مع كل الأطراف المعنية في عملية السلام، وكنا على الدوام من بين أقوى المؤيدين للحوار والمفاوضات كطريقة وحيدة لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل وجيرانها العرب، وسنواصل دعمنا بإخلاص ومن دون تحيز للعملية الجارية ونعزز هذه المواقف في الإطار الثنائي وفي إطار الاتحاد الأوروبي». واضاف: «الأولوية الرئيسية التي تركز عليها جهود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هي توفير مناخ موثوق يدفع باتجاه استئناف المفاوضات الجارية وإنجاحها، ولهذا نحن بحاجة إلى الانخراط الكامل للأطراف المعنية بالمفاوضات لأنه في غياب ذلك فإن الدعم والجهود المبذولة من الأطراف الراعية لها ستفشل». وعن العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي، قال باسيسكو ان الموقعين الجغرافيين للبلدين أي «رومانيا على البحر الأسود وسورية على البحر الأبيض المتوسط، يوفران لنا فرصة نقل السلع الرومانية إلى الشرق الأوسط والسلع السورية إلى السوق الأوروبية، ويمكن أن ينمي التعاون الاقتصادي بشكل أعمق»، لافتا الى امكان ربط خط الغاز العربي المشرق (من مصر الى الاردن فسورية) بخط «نابوكو» من قزوين الى اوروبا عبر شبكة الأنابيب التركية. وعن رؤية سورية لربط البحار الخمسة (الاسود، الاحمر، قزوين، المتوسط والخليج العربي)، قال باسيسكو ان بلاده «تدرك وتشجع الفرص والموارد الموجودة في منطقة البحر الأسود الكبرى، وهي عند ملتقى طرق المنطقة الأوروبية مع الشرق الأوسط وبحر قزوين. وتولي اهتماماً كبيراً بالطريقة التي تلتقي وتتفاعل فيها هذه المناطق الثلاث».