الآن أصبح بإمكان المستهلك السعودي الاطمئنان على رغيف خبزه، بعدما أكدت وزارة الزراعة عدم نيتها رفع الدعم عن الدقيق والخبز، موضحة أن شركات المطاحن في المملكة مستمرة في بيع الدقيق إلى المخابز بالأسعار ذاتها من دون تغيير، لافتة إلى أن معدلات السحب اليومية لحصص العملاء تسير وفق معدلاتها الطبيعية. ويعتبر «رغيف الخبز» الجزء الأهم في حياة السعوديين، والحاضر غالباً على موائدهم اليومية في مناطق المملكة كافة، ويأتي ثانياً بعد الأرز لناحية الأهمية، ويعد السعودي الأعلى استهلاكاً للخبز عالمياً، وتعتمد المملكة بشكل كبير على الاستيراد من الخارج للحفاظ على إمدادات ثابتة من القمح لمواطنيها، ففي نهاية عام 2016 استوردت أكثر من 3 ملايين طن من القمح. ويستهلك قاطن السعودية (المواطن والمقيم) 235 غراماً من القمح، أو أكثر قليلاً من نصف رطل من القمح والكعك أو أنواع الخبز الأخرى يومياً، ولم تحدث الحكومة منذ 35 عاماً أي تغييرات تُذكر على أسعار الخبز، على رغم التغيرات التي طرأت على أسعار الطاقة، والمواد المستخدمة في صناعته التي ارتفعت حوالى 300 في المئة، ما تسبب في خروج عدد غير قليل من أصحاب هذه المهنة. إلا أنه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قرر مجلس الوزراء السعودي فرض غرامات وجزاءات على مخالفات هدر الخبز ومنتجات الدقيق من المخابز والمصانع، وتضمن القرار إضافة مخالفات الهدر إلى جدول الغرامات والجزاءات، بهدف وضع حد للظاهرة. وكان أكثر من ألف مخبز في المنطقة الشرقية تقدم نهاية العام الماضي بمقترح لرفع أسعاره، لربطها بزيادة أسعار مصادر الطاقة، إلا أن وزارة البيئة والمياه والزراعة حذّرت المخابز مراراً من رفع الأسعار أو تغيير الحجم «إلا بقرار رسمي». وارتفعت أسعار الدقيق المحلي بنوعيه الأسمر والأبيض من إنتاج مؤسسة الحبوب خلال العام 2015 بنسبة بلغت 14.96 في المئة للأسمر، و14.02 في المئة للأبيض. ووفقاً لمتوسط أسعار السلع الغذائية للهيئة العامة للإحصاء، ارتفع سعر كيلوغرام الدقيق المحلي الأسمر في كانون الأول (ديسمبر) 2015 إلى 2.27 ريال، فيما كان سعره في الشهر نفسه من العام 2014 حوالى 1.97 ريال، وبلغ سعر الكيلوغرام 2.24 ريال في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 وبانخفاض عن ديسمبر بنسبة 1.39 في المئة. وتزامن الارتفاع في سعر الدقيق في السوق المحلية، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) تراجع أسعار القمح العالمية خلال 2015 متأثرة في وفرة المحصول العالمي وزيادة مستويات المعروض. واستقر سعر الأبيض المفرود (أربعة أرغفة) عند ريال واحد فقط خلال 2015 وحافظ على هذا السعر ما بين ديسمبر 2014 ومثله في 2015 من دون أن يسجل أي تغيير. ومن أهم أنواع الخبز بعد المفرود «الصامولي»، الذي يُعد من أكثر الأنواع تداولاً شعبياً في المملكة، ويحمل مسميات متنوعة منها «الشطيرة» و«شاطر ومشطور وكامخ بينهما» أو «طازج» كما يفضل البعض تسميته، والاسم الأكثر شهرة لأي وجبة داخل هذا الصامولي «السندويش»، ويحظى بمكانة مميزة في حقائب الطلاب. ويعد «الصامولي» من أهم الأساسات التي يحملها الطالب في حقيبته، أو يشتريها من «مقصف» المدرسة، كونه خفيف الحمل كثير الفائدة الغذائية بحسب ما يوضع داخله من مكونات، فالجبن والحلاوة والبيض تعد من أشهر الشطائر التي يفضّل الطلاب تناولها باختلاف ذائقتهم، إضافة إلى المطاعم التي تستعين به في الوجبات التي تعدها. وأطلق على «الصامولي» قديماً «العيش الحجري»، وأخذ مسماه السعودي من الخباز الأفريقي عيسى الصومالي، الذي أدخل طريقة عجنه إلى البلاد قبل نصف قرن، وكان المخبز نفسه يدعى «مخبز الصومالي». وانمحى أثر المخبز ليبقى مسماه وشكل عجينته الغربية آنذاك عالقين في شفاه السعوديين، ووجبة رئيسة لإفطارهم كل صباح.