مع انطلاق أول يوم دراسي في السعودية، يعود الدقيق للجريان في شرايين المخابز لتنبض بخبز «الصامولي» الذي يحترق شوقاً بنار الأفران الساخنة ليقدم كوجبة إفطار رئيسة للطلاب والمعلمين في مختلف مراحل التعليم العام، إذ تزدحم الحشود الراغبة في تناوله بشكل يمكن تسميته ب «مليونيات الصامولي» التي تتوالى بعد صلاة العشاء على الأفران. «شاطر» و «مشطور»، «وكامخ» بينهما أو «طازج» كما يفضل البعض تسميته، مسميات متنوعة لخبز «الصامولي» يجري تداوله شعبياً، والاسم الأكثر شهرة لأي وجبة داخل هذا الصامولي «السندوتيش»، باختصار كل ما سبق تحظى بمكان مميز في حقائب الطالبات والطلاب المدرسية قبل تسلم الكتب الدراسية، أو شراء الأقلام والدفاتر، منذ أول يوم دراسي لتغذية أجسادهم قبل تسلم الوجبات المغذية للعقل، والمتمثلة في المقررات الدراسية. ولم يعلم مبتكر السندوتيش جون مونتاجون أن وجبته المفضلة التي ابتكرها حتى لا تتلطخ يداه بالشحوم والدهون، أصبحت وجبة يحرص طلاب العالم على تناولها، ومن بينهم السعوديون، والتي كانت في زمانه عبارة عن قطعة من اللحم توضع بين فكي قطعتين من الخبز المحمص، والتي عرفت فيما بعد باسم مدينته «سانوديتش». الشطيرة، أو «الصامولي» كما يسميه الكثيرون يعد من أهم الأساسيات التي يحملها الطالب في حقيبته، أو يشتريها من «كافتيريا» المدرسة كونه يعد خفيف الحمل كثير الفائدة الغذائية بحسب ما يوضع بداخله من مكونات، فالجبن والحلاوة والبيض تعد من أشهر الشطائر التي يفضل الطلاب تناولها باختلاف ذائقتهم. ويوضح مالك أحد المخابز في الطائف يدعى محمد عابد ل «الحياة» أن إنتاج فرنه من الصامولي سيرتفع بما يقارب 70 في المئة، مقارنة بما كان في فترة الإجازة الصيفية. وقال عابد إن فترة الإجازة الصيفية تعتبر فترة ركود كون بيع «الصامولي» يتم بمعدلات قليلة مقارنة بالموسم الدراسي للطلاب الذي تكون فيه ذروة العمل والإنتاج بمختلف الأنواع (العادي، الفرنسي، الخبر المخصص لوجبة البروجر الأميركي). ويعد «الصامولي الفرنسي» الأغلى ثمناً باعتبار أنه بإمكانك الحصول على ست حبات بالريال الواحد، بينما يليه في المرتبة الصامولي العادي بواقع ثماني حبات للريال الواحد، إضافة إلى الصامولي العادي «الصغير» الذي تحصل على 10 حبات منه مقابل ريال واحد.