بعد نحو ثلاثة أسابيع على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، بدأ الحديث عن خلافات وانقسامات تُعتبر سابقة داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، خصوصاً بين مسؤولين بارزين ورئيس مجلس الأمن القومي الذي يُعدّ هيئة أساسية في البيت الأبيض . ووصفت مصادر أميركية تحدثت إلى «الحياة»، ما يحصل بأنه «تفتّت في القرار» و «صراع مصالح بين مسؤولين بارزين، فيما تحدثت صحيفتا «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» عن موجة تغييرات وزارية منتظرة قد تبدأ قريباً بمستشار الأمن القومي مايكل فلين والناطق باسم البيت الأبيض شان سبايسر وآخرين. وطفت الخلافات على السطح أمس، إذ أشارت «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و «وول ستريت جورنال» إلى حال فوضى وانقسام في البيت الأبيض، تحديداً في مجلس الأمن القومي، إضافة إلى صراع على النفوذ بين أجنحة الحزب الجمهوري. وحمّل كريستوفر رودي، وهو إعلامي يميني مقرّب من ترامب ومالك موقع «نيوزماكس» الإخباري، كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس، المقرّب من المؤسسة الحزبية، مسؤوليةَ الفوضى. وتحدثت «واشنطن بوست» عن «ازدراء» لفلين الذي تحقّق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في اتصالات «مشبوهة» أجراها أواخر العام الماضي، مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، الأمر الذي يحتمل أن يؤدي إلى إطاحته. لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد أن فلين وكيسلياك لم يناقشا رفع عقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة على روسيا. وقالت مصادر مطلعة على التطورات في فريق ترامب ل «الحياة» أن «الأزمة عميقة وتُعتبر سابقة». وأضافت أن لستيف بانون، أبرز الاستراتيجيين في البيت الأبيض، فريقاً خاصاً، ولفلين فريقاً آخر، كما تسعى المستشارة كيليان كونواي إلى توظيف فريق خاص بها أيضاً. وأدى ذلك إلى تفتت في آلية صنع القرار، مع غياب ملحوظ لترامب، وإشكالات بين فلين و مايك بنس نائب الرئيس. وقال مسؤول أميركي ل «واشنطن بوست» أنه يستبعد احتفاظ فلين بمنصبه، فيما رجّحت شبكة «سي أن أن» إبداله بالجنرال ديفيد بترايوس. وأوردت أسبوعية «واشنطونيان» أن البيت الأبيض بدأ مقابلة شخصيات قريبة من حملة ترامب، لإبدال سبايسر. وتخوّفت المصادر التي تحدثت إليها «الحياة» من تأثير هذه الفوضى والتذبذب في البيت الأبيض في عمل الوزارات، إذ ليست هناك آلية واضحة في الاستشارات بين الدوائر، لافتة إلى صراع بين بانون وفلين، وبين بريبوس وبانون. وأشارت «واشنطن بوست» إلى إمكان عودة حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي إلى البيت الأبيض في التعيينات الجديدة، علماً أنه استُبعِد بسبب خلافه مع جاريد كوشنير، صهر الرئيس ومستشاره. وتزامنت هذه الخلافات مع «لقاء التناقضات» بين ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في البيت الأبيض، والذي حاول فيه الجانبان إشاعة مناخ إيجابي للعلاقات بين البلدين الجارين، على رغم الخلافات في شأن قضايا التجارة الحرة، وأسلوب التعامل مع اللاجئين، والعلاقات مع أميركا اللاتينية والحرب على تنظيم «داعش». ويصل إلى واشنطن اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في زيارة طغى عليها تحوّل جذري في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، عما كانت عليه في عهد باراك أوباما، منذ تولي ترامب الحكم، ونبرة رسمية ملتزمة أمن الدولة العبرية والدفاع عنها في المنابر الدولية. ويُرجّح أن تتصدر المحادثات ملفات إيران والدعم العسكري لإسرائيل، وأزمات المنطقة، إلى جانب مناقشة استراتيجية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد تسمح الظروف لنتانياهو بالتخلي عن التزامه حل الدولتين، مع تفادي إدارة ترامب ممارسة الضغوط ذاتها التي مارستها الإدارات الأميركية السابقة.