بعد صراع طويل داخل الأراضي الفلسطينية حول مكرمة الملك عبدالله واتهامات ألقيت هنا وهناك، وصلت قافلة الحجاج إلى محطتها قبل الأخيرة بإعلان وزارة شؤون الأسرى والمحررين انطلاق الحجاج غداً (الخميس) إلى الديار المقدسة. وكانت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صدرت على استضافة ألفي حاج فلسطيني من ذوي السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد ممن أمضوا سنوات طويلة، ومن الأسرى السابقين ومن ذوي الشهداء، لحج هذا العام 1431ه. وتداولت بعض الصحف اعتراضات على توزيع الأسماء والمنح، ومنها تظاهر العشرات من أهالي أسرى القدس وأسرى المحررين المشمولين بمكرمة الحج لهذا العام أمام منزل رئيس الوزراء سلام فياض في بيت حنينا، للاحتجاج على شطب قوائم أسماء أسرى القدس والداخل وأسرى محررين من الأردن، وهو شأن داخلي فلسطيني لا علاقة للسعودية به. ورفع أهالي الأسرى شعارات تحمل عناوين: «من يتنازل عن حق الأسرى المقدسيين يتنازل عن القدس» و«أهالي أسرى القدس يناشدون الرئيس محاسبة المتسبب»، وارتدى المعتصمون ملابس إحرام كتب عليها «اللهم انصر الأقصى وحرر الأسرى» وصورة قبة الصخرة المشرفة، ورددوا «لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... إن الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك لبيك». وأشاروا إلى أن الأسرى داخل السجون قاموا بإرسال رسالة شكر ومحبة للملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المكرمة، وطلبوا تسليمه هدية بالنيابة عنهم عبارة عن لوحة من الخزف تحمل مجسم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، لكن تبددت هذه الفرحة عندما تم إعلام أهالي الأسرى بشطب قائمتين بالكامل. وفي المقابل ارتسمت البسمة على وجوه أهالي الأسرى الذين وقع الاختيار عليهم لأداء المناسك، بحسب تقرير شامل أصدرته منظمة أنصار الأسرى، أكدت فيه أن حالة من السعادة والبهجة ارتسمت على محياهم حينما تسلموا ملابس الإحرام، ليشعروا بجدية الموقف وبدء إشارة الاستعداد التام لأداء فريضة الحج. وتشير المنظمة إلى أنها تلمست مدى الفرحة التي انتابتهم وبخاصة أنها المرة الأولى التي تخص قضية الأسرى بهذه الصورة.