يحتفي المعهد الثقافي الفرنسي في مدينة الدارالبيضاء خلال هذا الشهر - تشرين الثاني 2010- بالكاتب المغربي الطاهر بن جلون الذي يكتب باللغة الفرنسية، ويعد أحد الكتاب الكبار بها في العالم، وهو أصدر بها مجموعة من الدواوين والروايات والمجموعات القصصية التي بوأته مكانة متميزة في العالم الفرنكوفوني. وتأتي هذه البادرة بمناسبة صدور عملين جديدين للكاتب عن دار النشر الباريسية الشهيرة غاليمار، هما: «جان جينه، الكذاب الرائع» وهو بمثابة دراسة إبداعية تتمحور حول أهم النقاشات السياسية والثقافية في الثمانينات، علما أن بن جلون قد تعرف لأول مرة على جان جينه سنة 1974، وهي كانت مرحلة خصبة على المستوى الثقافي العام، وكتاب «بيكيت وجينه، شاي في طنجة». وهذا الكتاب هو عبارة عن مسرحية استحضر فيها بن جلون هذين الكاتبين وجعلهما شخصيتين تتجاذبان الكلام بين أخذ ورد، وكتبها بشاعرية تميزت بها معظم كتاباته. في هذه المسرحية يلتقي جان جينه بصموئيل بيكيت، هما اللذان لم يلتقيا أبداً في حياتهما الواقعية، في مقهى بمدينة طنجة، حيث يتحادثان عن رحيل صديقهما المشترك جياكوميتي، محاطين بمحمد، صديق جينه الحميم وموحا أحد الأصدقاء. اللقاء الأول مع الطاهر بن جلون سيتم في فيللا الفنون في الدارالبيضاء، ويديره الكاتب قاسم باسفاو، أحد الأكاديميين المغاربة المتخصصين في الأدب المغربي باللغة الفرنسية. وسيتم الحديث عن تجربة بن جلون في مجال الكتابة، وعن الإسهامات الكبيرة له في مجال الأدب الفرنكوفوني. أما اللقاء الثاني فسيتم في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق في الدارالبيضاء أيضاً، يقدم خلاله الكتاب الذي خصصه بن جلون للكاتب جينه الذي دفن في مدينة العرائش المغربية، وهو احتفاء به أيضا يتزامن مع الذكرى المئوية لميلاده. أما ثالث هذه اللقاءات فسيكون في قبة حديقة الجامعة العربية في الدارالبيضاء وستتم فيه قراءة مسرحية «بيكيت وجينه، شاي في طنجة» بصوت كل من دومينيك بينون ولطفي يحيى.