توسطت موسكو بين دمشق وأنقرة لإخماد الصراع بين القوات النظامية السورية و «حزب الله» من جهة، وفصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي من جهة ثانية في مدينة الباب، بالتزامن مع إعلان الكرملين أن الغارات التي شنتها قاذفات روسية أول من أمس وأسفرت عن مقتل جنود أتراك حصلت بناء على معلومات من الجيش التركي. وبحثت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة في الرياض أمس، في تشكيل وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف في 20 الشهر الجاري، في وقت تحدث الرئيس بشار الأسد عن وجود «إرهابيين» بين اللاجئين السوريين. ويواجه «داعش» هجوماً في حملتين منفصلتين في الباب، من القوات الحكومية و «حزب الله» بدعم من روسيا وعناصر المعارضة المدعومين من تركيا، واندلعت معارك بين الطرفين لدى دخول الطرف الأول من جنوب غربي المدينة والطرف الثاني من الطرف الغربي ما هدد باشتعال قتال جديد بين الحكومة وخصومها. وقال مسؤولون من المعارضة إن الاشتباك دار في قرية جنوب غربي الباب. واتهم مسؤولان في المعارضة القوات الحكومية بإشعال الاشتباكات. وذكر أحدهما أن القوات الحكومية تحركت نحو مراكزهم بدبابات. وقال مسؤول المعارضة: «المسلحون أطلقوا النار لتحذيرهم من الاقتراب لكن الدبابات ردت واندلع الاشتباك». وأضاف: «تدخلت روسيا لتهدئة الوضع، هذا الحادث كله بدا وكأنه اختبار». وقال قيادي في منطقة الباب: «أطلقوا النار وجرى الرد على النار»، وأوضح المسؤولان أن عناصر المعارضة استولوا على عربة مدرعة من القوات الحكومية. وكان الكرملين أعلن الخميس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وقدم تعازيه في ضحايا الضربة الجوية، ملقياً باللائمة على سوء التنسيق بين موسكو وأنقرة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة، إن الضربات الجوية الروسية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أتراك في سورية بطريق الخطأ استندت إلى إحداثيات قدمها الجيش التركي لروسيا. وأضاف بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «للأسف استرشد جيشنا في شن ضربات على الإرهابيين بإحداثيات قدمها له شركاؤه الأتراك، وما كان ينبغي أن يكون الجنود الأتراك موجودين في هذه الإحداثيات. كان غياباً للتنسيق في تقديم المعلومات. هكذا سأصوغ الأمر». وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي للصحافيين في مدينة أفيون، إن من المهم أن بوتين عبّر عن تعازيه لنظيره التركي. وتابع في تصريحات بثها التلفزيون: «من ناحيتنا القضية قيد التحقيق. المعلومات الأولية تشير إلى أنه كان حادثاً عرضياً... حادثاً غير مرغوب فيه نتيجة معلومات غير صحيحة... الإحداثيات». وتابع: «لقد بيّن هذا أن تعزيز التنسيق مطلوب... مع التحالف، وكذلك مع روسيا». وعقدت «الهيئة» المعارضة اجتماعاً في الرياض لتشكيل وفد المعارضة من القوى السياسية والفصائل المسلحة إلى مفاوضات جنيف، في وقت أجرى وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض محادثات في موسكو استعداداً لزيارة رئيسه أنس العبدة العاصمة الروسية. إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد قوله في حديث صحافي أمس، إن «إرهابيين» ينشطون بين ملايين اللاجئين السوريين الذي فروا من بلادهم بسبب الحرب القائمة فيها. ورداً على سؤال حول كلام الرئيس دونالد ترامب عن وجود إرهابيين بين اللاجئين، قال الأسد وفق نص المقابلة: «بالتأكيد، يمكنك أن تجد ذلك على الإنترنت، يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات، صوراً لأولئك الإرهابيين في سورية يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموماً. نعم، هذا صحيح». وأعلن رفضه اقتراح ترامب إقامة مناطق آمنة في سورية.