أكد رئيس «هواوي» في منطقة الشرق الأوسط تشارلز يانج أهمية التعاون في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في عصر الابتكار والثورة الرقمية، الذي تعددت فيه الأطراف الفاعلة واللاعبون الحيويون، الذين يشكل التعاون بينهم قيمة مضافة لتطوير ونمو القطاع، وتحقيق مزيد من الفرص والنجاحات للأعمال، متوقعاً أن تشهد السنوات ال10 المقبلة فرصاً استثنائية غير مسبوقة على مستوى فتح آفاق جديدة للتعاون والابتكار لإنجاح مسيرة الثورة الرقمية والتحول في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق الأهداف والرؤى الوطنية للحكومات. وشدد يانج في تصريحات ل«الحياة»، على أهمية استراتيجية «الطرق المفتوحة» لتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، التي أطلقتها «هواوي» خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تستهدف بذل مزيد من الجهود بهدف «بناء عالم أكثر تواصلاً» من خلال التواصل والتعاون اللا محدود بين مختلف الأطراف المعنية بهذا القطاع، معتبراً هذه الاستراتيجية اللبنة الأساسية في بناء نظام إيكولوجي شامل ومتكامل يخدم الجميع. وبشأن أسس استراتيجية «الطرق المفتوحة»، أوضح يانج أنها تستند إلى ثلاث ركائز أساسية، تستشرف جميعها الحاجات المستقبلية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والاتصالات، بهدف إحداث نقلة نوعية على طريق التحول نحو الرقمنة، وتوفير مزيد من الخدمات المتطورة التي تنشدها الحكومات والشركات للأفراد. وقال إن الركيزة الأساسية الأولى من هذه الاستراتيجية تتمثل باكتشاف عالم الغد الرقمي، وهذا يعني توفير كل ما تحتاج إليه الشركات الرقمية من خلال تطوير تجربة «الطرق» المتمثلة بالحروف الخمسة، وهي: الاستجابة الفورية أو الوصول لما تريده ضمن زمنه الحقيقي، والخدمات القائمة على الطلب، والخدمات المتوفرة بالكامل عبر الإنترنت، والخدمات الذاتية أو الأمور التي يمكن للمستخدم القيام بها بنفسه، ودعم مسار الخدمات ووسائل التواصل الاجتماعية. وتتمثل الركيزة الثانية باكتشاف عالم الغد السحابي، وذلك من خلال الارتقاء بتجربة «الطرق» وتحويلها إلى تجربة منصة سحابية بالكامل، واعتماد التقنيات السحابية في الشبكات والعمليات والخدمات، إضافة إلى تحسين الكفاءة الهيكلية، إذ من خلال الاعتماد على الشبكات السحابية، يحظى مزودو الخدمات بالدعم المناسب للقيام بعملية التحول الرقمي على الوجه المطلوب، وبما يتناسب مع هيكلة أعمالهم ومتطلبات عملائهم في الأسواق المحلية. كما توفر هذه الشبكات السحابية خدمات رقمية أكثر مرونة وذكاءً تلبي متطلبات الأفراد والأشياء، وتمكننا من تنفيذ العمليات الرقمية التي تمنح العملاء تجربة «الطرق»، وتتيح لهم فرصة الاستفادة من الخدمات المرنة والموارد الفعالة بشكل أفضل. وأشار إلى أن الركيزة الثالثة للتعاون في العمل تتجسد في العمل على توفير نظام رقمي إيكولوجي شامل ومربح، إذ يلعب التعاون دوراً بالغ الأهمية في تطوير الشركات الرقمية، والاستفادة من الفرص المطروحة أمام الجهات الناشطة في هذا القطاع، وتشجع هذه الركيزة على بناء «شبكة القيمة المضافة إلى الجميع»، وهي شبكة تشترك فيها وتستفيد منها جميع الأطراف المُعنية في هذا القطاع. وفي شان أهمية استراتيجية «الطرق المفتوحة» اليوم، بين رئيس «هواوي» في منطقة الشرق الأوسط أن الاستراتيجية تبرز اليوم مفهوماً جديداً كلياً، يختلف عن نهج العمل التقليدي الذي يتخلله أطر معينة للتعاون والشراكات وتبادل التجارب والخبرات، إذ إنه من خلال توطيد أواصر التعاون وتضافر الجهود وتبادل التجارب والآراء والخبرات والبحث والتطوير المشترك بين جهات عدة، يتم تطوير شبكات الاتصالات المستقبلية ذات النطاق العريض، ووضع الركائز الأساسية لإطلاق شبكة الجيل الخامس، التي ستحدث فارقاً كبيراً على مستوى التحول الرقمي وسرعة وجودة الخدمات. وتابع: «نسعى من خلال طرح استراتيجية الطرق المفتوحة، إلى رفع صوتنا عالياً في دعواتنا لتعزيز أواصر العمل المشترك والتعاون وتبادل الأفكار والتجارب التي من شأنها أن ترتقي بهذا القطاع إلى مستويات جديدة غير مسبوقة». واستطرد: «من خلال تجربتنا على مستوى تعزيز أواصر التعاون بين مشغلي الاتصالات وموفري الحلول والخدمات، ومصممي المنتجات، ومطوري التطبيقات، نجحنا في رفع وتيرة توفير الدعم اللازم لأهم ركائز هذا القطاع، وتحسين إمكانات الشبكات بشكل لافت، ونحن نؤمن بأن الخبرات الجماعية المتراكمة ستسهم في إحداث ثورة صناعية جديدة في هذا القطاع متعارف عليها باسم الثورة الصناعية الرابعة». ورأى أن هذه الثورة الجديدة ستكون قادرة على دعم الاقتصاد العالمي، وتغيير طريقة تعلم وعمل ومعيشة الأفراد، وتسمو لما ينشدونه من خدمات متطورة توفرها الحكومات والشركات، لافتاً إلى أن التغيرات المتسارعة الطارئة على قطاع تقنية المعلومات والاتصالات تعتبر بمثابة القوة الدافعة للعمل على تطوير طريقة عمل الشركات واستراتيجياتهم وهيكلية أعمالهم، ونحن ملتزمون بدعم قطاع الاتصالات والقطاعات الحيوية الأخرى بما يمكننا من إحداث نقلة نوعية في البنى التحتية والأنظمة التشغيلية ونماذج العمل بالاعتماد على التقنيات المبتكرة. وأشار إلى توقع مؤسس الشركة أن يتحول المجتمع البشري إلى مجتمع ذكي متكامل يصعب علينا الآن توقع مدى انتشاره وذكائه، وبروز فرص استثنائية غير مسبوقة خلال السنوات ال10 المقبلة على مستوى فتح آفاق جديدة للتعاون والابتكار لإنجاح مسيرة الثورة الرقمية والتحول في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق الأهداف والرؤى الوطنية للحكومات، وخصوصاًَ تلك التي تحرص على رفع مستوى الخدمات العامة ومعيشة الأفراد ودرجة سعادتهم، مؤكداً سعي شركته مع الأطراف المعنية للمضي قدماً في «بناء عالم أكثر تواصلاً»، وتطوير وتنمية قطاع الخدمات الرقمية ليكون المحرك الواعد لمستقبل الحكومات وعالم الأعمال والأفراد على حد سواء.