تتحرك الصين بطريقة تتوافق مع سعيها لترسيخ قدمها في أسواق المعلوماتية والاتصالات في الشرق الأوسط، ما يزيد أيضاً من حدّة التنافس فيها. وفي ذلك السياق، برز سعي شركة «هواوي» Huawi للاتصالات الصينية لزيادة حصتها في الأسواق العربية، رافعة راية التنافس مع كبريات الشركات العالمية في عوالم الاتصالات والهواتف المتحركة وتقنية المعلومات، ومستفيدة أيضاً من تصاعد عمليات التحول الرقمي والابتكار في المنطقة. وفي ذلك الصدد، أبرمت شركة «هواوي»، اتفاق شراكة مع «مدينة دبي للإنترنت» Dubai Internet City، عضو مجموعة «تيكوم» العالميّة وأكبر مجمّع أعمال لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربيّة. وتمحور الاتفاق حول إقامة مقرّ جديد ل «هواوي» في تلك المدينة التقنية. ذكاء المدن... فرصة الاقتصاد مع توسع أعمالها في دول الخليج العربي، يغدو المجال مفتوحاً أمام «هواوي» لزيادة فرص التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، ودعم انتشار الحلول التقنية المبتكرة التي تساهم في عمليات التحوّل الرقمي خليجيّاً ضمن القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تشمل بناء مدن ذكية، وطرح مزيد من الخدمات التقنية المتطورة بهدف الارتقاء بمستويات الحياة للمواطنين والمقيمين في الإمارات. وترى «هواوي» في ذلك الاستثمار الطويل الأجل «منصة مثاليّة تمكن من دعم مختلف أوجه برنامج التحوّل الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة (والمنطقة عموماً)، والمساهمة في تحويل دبي إلى اقتصاد يقوده الابتكار، والارتقاء بمكانتها، لتصبح المدينة الأذكى في العالم، عبر الاستفادة من الحلول والمنتجات والخدمات المتطورة التي تنتجها «هواوي» لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات». وعقب توقيع الاتفاق الذي حضره محمد القرقاوي، وزير مجلس شؤون الوزراء في الإمارات، أوضح مالك سلطان آل مالك، الرئيس التنفيذي ل «مجمعات تيكوم للأعمال»، أن الشركات العالمية المدرجة في تصنيف «فورتشن 500»، كشركة «هواوي»، تواصل استثماراتها التي «تنسجم مع رؤية دولة الإمارات في تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، ما يؤكد صواب الاستراتيجية التي وضعتها القيادة الحكيمة، في وضع دولة الإمارات في مقدم اقتصادات المعرفة والابتكار والمدن الذكية». ويركّز جزء كبير من أعمال «هواوي» على توفير القدرات والخبرات اللازمة لتكون شريكاً استراتيجياً يقدّم قيمة مضافة في مشاريع تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ومبادرات المدن الذكية في دولة الإمارات. وأنشأت «هواوي»، على مدار السنوات الماضية، محفظة شاملة ومتكاملة من الحلول والمنتجات والخدمات المختصّة بتقنيّات المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة. في ذلك الصدد، اعتبر تشارلز دينغ، نائب الرئيس الأول في شركة «هواوي» أن الإمارات تعتبر: «سوقاً رئيسية لشركة «هواوي»، كونها تجسد أعلى الطموحات على صعيد تحقيق تطور نوعي في تقنيّات المعلومات والاتصالات. وقد عملنا على مدار سنوات لتوفير صلات وصلٍ فعّالة بين النظم والأعمال التجارية والمدن والمجتمعات في مختلف أنحاء المنطقة. واليوم، نسعى للاستفادة من تنامي حضورنا وقدراتنا الدولية لوضعها في خدمة تحقيق رؤية تقنية المعلومات والاتصالات في الإمارات. ونحن واثقون من قدرتنا على المساهمة في إعادة تشكيل المشهد من خلال العمل على تحسين الكفاءة وتطوير الصناعة، والمشاركة في تنمية المهارات». وتعتزم «هواوي - الإمارات»، انطلاقاً من مقرها الجديد في «مدينة دبي للإنترنت»، المساهمة في تحقيق عدد من المبادرات ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير تقنيّات المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة في الإمارات، ومواصلة العمل مع المشغلين والمستهلكين والإدارات الحكومية والشركاء التجاريين، لبناء مجتمعات أكثر اتصالاً وترابطاً. وتعتزم الشركة الاستفادة من خبراتها الدولية في دعم استراتيجية التطوير والتحوّل الرقمي في الإمارات. وتنتشر أعمال شركة «هواوي» في 170 بلداً، وهي اكتسبت خبرات واسعة، وعزّزت مكانتها ضمن الشركات الرائدة عالمياً في ابتكار التقنيات وتقديم الدعم للأسواق العالمية، بما في ذلك مساهمتها الحيوية في برامج التحوّل الرقمي في سنغافورة وألمانيا. وتبلغ مساحة المقر الجديد لشركة «هواوي» في «مدينة دبي للإنترنت» 92 ألف قدم مربعة، ويضم ثلاث مجموعات أعمال رئيسيّة، هي: «هواوي كارير» لشبكات الاتصالات، و «هواوي إنتربرايز» لقطاع المشاريع والمؤسسات، و «هواوي كونسيومر» لأجهزة المستهلك.