سجلت الصادرات الصينية في كانون الثاني (يناير) الماضي، ارتفاعاً فاق التوقعات، بعد تراجعها في 2016، فيما تسارعت عمليات الاستيراد، ما يكشف عن انتعاش هش لإحدى ركائز ثاني اقتصاد عالمي. وتفيد الارقام التي كشفت عنها الجمارك الصينية اليوم (الجمعة)، ان صادرات العملاق الآسيوي الذي يعتبر أبرز قوة تجارية عالمية، ارتفعت الشهر الماضي 7.9 في المئة على أساس معدل سنوي، وبلغت 182.8 بليون دولار. وهذا يعكس التحسن الكبير للصادرات الصينية التي تراجعت 7.7 في المئة على امتداد 2016. وتكشف هذه الأرقام عن انتعاش للطلب الخارجي، بانتظار اتضاح الوضع لدى أبرز شركاء الصين، اي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي وعد رئيسها الجديد دونالد ترامب بخطة انعاش طموحة. وقال شين جيانغوانغ، المحلل لدى «ميزوهو سكيوريتيز» في تصريح نشرته وكالة «بلومبرغ»، «هذا مرتبط أساساً بتحسن النمو في اوروبا واميركا وفي كبرى الاقتصادات الناشئة... لذلك فان التوقعات للصادرات الصينية جيدة». لكنه سارع الى القول ان التوقعات تكون جيدة «اذا ما استبعدنا خطر اندلاع حرب تجارية بين بكين وواشنطن». ويؤجج هذا التهديد الميول الحمائية لدونالد ترامب الذي وعد بفرض رسوم جمركية كبيرة على المنتجات الصينية. وسجلت الواردات الصينية ارتفاعاً بلغ 16.7 في المئة في كانون الثاني، وبلغت 131.4 بليون دولار. وهي تؤكد تسارعاً ملحوظاً بعد زيادة بلغت فقط 3.1 في المئة في كانون الاول (ديسمبر). لكن من الضروري التعامل «بحذر مع هذه الأرقام بسبب الفارق الزمني للسنة القمرية الجديدة» التي حلت هذه السنة اواخر كانون الثاني، في مقابل شباط (فبراير) 2016، كما شدد على القول جوليان ايفانز-بريتشارد المحلل لدى «كابيتال ايكونوميكس». وأضاف: «بما أن معظم المؤسسات تقلص تقليدياً وارداتها قبل العطل الطويلة للعام الجديد، والتي تتوقف خلالها البلاد بكاملها، «فان قسماً كبيراً من طفرة كانون الثاني يمكن ان يفسر بظاهرة موسمية». من جهته، سجل الفائض التجاري الصيني 51.3 بليون دولار في كانون الثاني، في مقابل 40 بليوناً بالكاد في كانون الاول.