أعلن الكرملين أن روسياوتركيا ستعملان على تعزيز تعاونهما العسكري في سورية، بعد مقتل ثلاثة جنود أتراك «خطأ» في غارة للطيران الروسي قرب الباب حيث اقتربت فصائل تدعمها أنقرة من الاحتكاك مع القوات النظامية السورية. وجاءت الغارة قبل ساعات من محادثات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مايك بومبيو في أنقرة وسط أنباء عن تفاهم واشنطنوأنقرة حول محاربة «داعش» ودور الأكراد في تحرير الرقة، في وقت قالت مصادر غربية ل «الحياة» أن عمّان تعمل للوصول إلى تفاهم مع موسكو لإطلاق عملية ل «الجيش الحر» ضد «داعش» في ريف درعا (للمزيد). وكان الجيش التركي أعلن أن ثلاثة جنود أتراك قتلوا «خطأ» الخميس في غارة للطيران الروسي في الباب. وأضاف في بيان أن 11 جندياً تركياً آخرين أصيبوا بجروح في هذه الغارة، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقديم تعازيه إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقال الكرملين في بيان أن «التعاون العسكري سيتعزز في إطار العملية في سورية ضد عناصر داعش والمنظمات المتطرفة الأخرى». بذلك، ارتفع إلى عشرة عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين، وفق وكالة الأناضول للأنباء. وقتل خمسة جنود أتراك الأربعاء وأصيب 15 آخرون. وأقيمت جنازة عسكرية لأحد الجنود الذين قتلوا الأربعاء وهو السيرجنت محمود أوسلو في أنقرة حضرها رئيس الوزراء بن علي يلدريم وعدد من القادة الأتراك. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية مدعومة بالمسلحين الموالين لها وقوات النخبة من حزب الله اللبناني من جهة، وعناصر «درع الفرات» المدعمة بالقوات التركية وطائراتها من جهة أخرى، في محور منطقتي الغوز وأبو الزندين في جنوب غربي مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «الإعلام الحربي» أن الجيش النظامي «أمّن سلسلة من القرى جنوب الباب بعد معارك عنيفة مع داعش». في موازاة ذلك، تستمر المعارك بين «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية و «داعش» قرب الرقة معقل «داعش». وإذ أكد صالح مسلّم رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب» الكردي المنضوية ضمن «قوات سورية» أن المرحلة الثالثة من عزل الرقة «تسير وفق المخطط، وأن المقاتلين الأكراد هم الأولى بمحاربة داعش لأنهم يملكون عقيدة قتالية تتفوق على عناصر التنظيم»، أوضح الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سلو ل «الحياة» أن تحرير المدينة يتطلب حصول «قوات سورية» على أسلحة ثقيلة من التحالف الدولي. وإذ أكد حصولها على عشر عربات أميركية بعد تسلم إدارة الرئيس دونالد ترامب، قال أنه تم تسليم طلب إلى الأميركيين لتقديم مضادات دروع ودبابات وكاسحات ألغام ل «تحرير الرقة في أسرع وقت». وزاد: «سلاحا داعش هما العربات المفخخة والألغام، لذلك نحتاج إلى صواريخ تاو مضادة للدروع وكاسحات ألغام للقضاء على طاعون العصر». لكن تركيا تعترض على مشاركة «وحدات حماية الشعب» في معركة الرقة، إذ إنها تعتبر «الوحدات» و «الاتحاد الديموقراطي» تابعين ل «حزب العمال الكردستاني» المصنف «تنظيماً إرهابياً». وكان الدعم الأميركي ل «وحدات حماية الشعب» ضمن المواضيع التي بحثها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مع أردوغان ورئيس الاستخبارات التركية حاكان فيدان في أنقرة أمس. وقالت مصادر غربية أن الأردن يسعى إلى نسخ تجربة «درع الفرات» في ريف درعا لدعم «الجيش الحر» لمطاردة تنظيم «جيش خالد بن الوليد» التابع ل «داعش»، والدخول عبر بوابة نصيب الحدودية إلى ريف درعا كما دخلت «درع الفرات» والجيش التركي عبر بوابة جرابلس شمال البلاد. وتابعت أن عمّان تسعى إلى تفاهم مع موسكو التي تقوم بالتنسيق مع دمشق لدعم هذه العملية لإقامة منطقة عازلة وإبعاد «داعش»، وأن الغارة التي شنها الجيش التركي داخل الأراضي السورية الأسبوع الماضي على مواقع «داعش» لن تكون الأخيرة. إلى ذلك، رداً على إشاعات أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ستخلف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، قالت مصادر مقربة من المبعوث الخاص أن هذا الكلام «سابق لأوانه». كما قالت مصادر مقربة من سيغريد كاغ أنها «مستمرة في عملها حالياً في لبنان وستقدم تقريرها التالي في مجلس الأمن في آذار (مارس) المقبل». وتنتهي ولاية دي ميستورا الحالية في منصبه في نهاية آذار، وغير معلوم ما إذا كان سيحتفظ به لولاية تالية أم لا. لكنه عازم على عقد مفاوضات السلام السورية في 20 الشهر الجاري.