قصائد نثر مختارة لتسعة عشر شاعراً مصرياً يضمها كتاب يصدر خلال أسبوع تحت عنوان «صيد وحيد»، مع العدد الجديد من مجلة «إبداع» التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، المعروف بعدم اعترافه بشعرية قصيدة النثر أصلاً. القصائد اختارها الشاعر البهاء حسين، ملبياً طلب مدير تحرير المجلة الشاعر حسن طِلب. وما أن شاع الخبر حتى اندلع سجال في المعترك الشعري بدأته الشاعرة إيمان مرسال من كندا، حيث تقيم، عبر «الفايس بوك»، عندما هددت بمقاضاة حسين وحجازي وطِلب إذا نشرت قصيدة لها في الكتاب. ثم دخلت الشاعرة فاطمة قنديل طرفاً بانتقادها موقف مرسال، وردت الأخيرة عليها بتأكيدها الإصرار على موقفها وأنها ليست في حاجة إلى من يملي عليها ما تفعله. قائمة الشعراء التسعة عشر تضم: إبراهيم داود، أحمد يماني، أسامة الدناصوري، أشرف يوسف، تامر فتحي، جيهان عمر، حسن خضر، زهرة يسري، عاطف عبدالعزيز، علاء خالد، عماد أبو صالح، عماد فؤاد، فاطمة قنديل، فتحي عبد السميع، كريم عبدالسلام، محمد خير، محمود خيرالله، محمود قرني، ميلاد زكريا. وفضلاً عن التلاسن بين مرسال وقنديل، عبَّر شعراء عن استيائهم من استبعادهم من تلك القائمة، خصوصاً وأن بعضهم سلّم حسين قصائد له لتنشر في كتاب «صيد وحيد» بناء على طلبه. ومن هؤلاء الشاعر علي منصور الذي يعده نقاد أحد أبرز شعراء تيار قصيدة النثر المتدفق في مصر منذ بداية تسعينات القرن الماضي. أما أحمد عبدالمعطي حجازي فوجد تلك الأجواء ملائمة ليجدد، عبر تصريحات صحافية، قناعته بأن قصيدة النثر هي «شعر ناقص بما أنها ليست موزونة»، وأن ذلك لا يتناقض مع سماحه بنشر نماذج منها في أعداد سابقة من مجلة «إبداع»، وعدم اعتراضه على صدور كتاب «صيد وحيد». وكان «بيت الشعر العربي» في القاهرة، الذي يشغل حجازي منصب رئيس مجلس أمنائه، أحيا أخيراً أمسية لعدد من شعراء قصيدة النثر، أدارها الشاعر محمود قرني، وهو أحد أعضاء المجلس نفسه. وسبق أن قاد قرني تمرداً على سلطة حجازي، مقرر لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة بأن نظم مع آخرين ملتقى بديلاً ل «ملتقى القاهرة للشعر» هو «ملتقى قصيدة النثر» الذي انفجر من داخله في ختام دورته الثانية التي عقدت في شباط (فبراير) الماضي. إلا أن الشاعر البهاء حسين أكد أن القائمة التي أعدها تضم أربعة وعشرين شاعراً وستصدر طبعة موسعة من كتاب «صيد وحيد» في كانون الثاني (يناير) المقبل ليضم قصيدتين وشهادة لكل واحد من هؤلاء الشعراء. إيمان مرسال قالت إنها علمت أن الكتاب سيتضمن قصيدة لها من ديوانها «جغرافيا بديلة» الذي أثار ضجة عقب ترجمته إلى العبرية وأنها لا ترغب في ذلك لأن أحداً لم يستأذنها، فضلاً عن أنها لا ترغب أصلاً في نشر قصائد لها في مجلة «إبداع» لأسباب تخصها بحسب تعبيرها. وفسر بعضهم موقف مرسال في كونه مزايدة على وطنية أولئك الذين وافقوا على نشر قصائدهم في كتاب «صيد وحيد»، وربما كان هذا ما دفع الشاعرة فاطمة قنديل إلى التعليق أيضاً عبر «فايس بوك» بالقول: «المختارات ستنشر في مصر، ولن تترجم إلى الإنكليزية ولا إلى العبرية، ثم إن «إبداع» لا توزع في إسرائيل». وقال الشاعر البهاء حسين إن مرسال ليست أصلاً بين الشعراء الذين اختارهم «في نهاية المطاف»، لكنه أقر في الوقت نفسه بأنه فكر فعلاً في أن تضم المختارات قصيدتها «جغرافيا بديلة» واستأذنها في نشرها عبر رسالة الكترونية قبل أن يتراجع عن ذلك. وأشار إلى أنه لم يتلق رداً منها أصلاً على رسالته. وأضاف حسين: «لأنني لا أرى أن شيئاً يصدر عن المؤسسة له صلة بقصيدة النثر، قد يمس الشرف، أو هو إلى المن أقرب، لذلك قررت أن أكمل، وقد أكملت مستبعداً قصيدة الزميلة مرسال، لأنني وجدت عند غيرها الأفضل. ولولا الحرج لقلت إنني استبعدتها لضعف المستوى، مقارنة بالآخرين».