سبقت انطلاقة برنامج تلفزيون الواقع «هو وهي» على شاشة MBC حملة إعلانية ضخمة، تخللت إعلاناتها فواصل الأعمال الرمضانية الناجحة على الشاشة الرائدة، الحملة أسهمت في رفع توقعات الجماهير من البرنامج المنتظر، على رغم أن البعض قد يعتبر أبطاله مجهولين بحكم حضورهم الإعلامي البسيط قبل هذه التجربة، لكن فكرة نقل تلفزيون الواقع إلى العالم العربي كانت النقطة الأهم لعدد منهم. البرنامج صوّر في شكل مبسط التفاصيل اليومية لحياة المطربة أسيل العمران وزوجها الإعلامي خالد الشاعر في تجربة يصعب إنكار حداثتها على العالم العربي، آراء الجماهير حول البرنامج جاءت متباينة، إذ اعتبر عدد منهم أن البرنامج فشل في كسب الاهتمام الجماهيري نظير السطحية التي غصت بها فقراته، إذ يقول محمد طفيحي: «بصراحة أنا غير معني بوجبة العشاء التي من المنتظر أن يتناولها زوجان لا أعرفهما، كما أني غير مهتم بالتاريخ الذي يتسلمان فيه راتبيهما، أنا أعيش جزءاً من هذه التفاصيل بشكل طبيعي يومياً، لكن لا أتوقع أن أصدقائي ينتظرون مني نقل حياتي الأسرية بتفاصيلها اليومية المملة إلى شاشة منازلهم». وفيما يرى متابعون أن الفكرة تعتبر مبتكرة وجديدة ومن الجيد إطلاق برنامج بمضمونها، إلا أنهم يختلفون مع الاختيارات التي قدمها منتجو العمل، إذ يقول سعود سامر: «هل من المنتظر أن أبحث عن الفائدة في تفاصيل الحياة اليومية لزوجين لا أعرفهما على الإطلاق، فما الحدث المهم في حياة مطربة مغمورة وإعلامي أقل منها شهرة؟ وحتى إن حاولنا اعتبار الزوجين من الشخصيات الإعلامية البارزة في المجتمع إلا أن حداثة تجربتهما الزوجية تجعل الفائدة المرجوة من البرنامج شبه معدومة، كان من الأجدى برأيي البحث عن شخصيات أكثر شهرة كما يحدث في النسخ الغربية من تلفزيون الواقع الذي نجح وبشكل سريع في الوصول إلى الجماهير». وتحضر التجارب الغربية لبرامج تلفزيون الواقع كمقياس مهم لعدد من الجماهير التي انتظرت أن توازي التجربة العربية على رغم حداثتها تلك التجربة، فبرنامج «ملاحقة عائلة كاردشيان» الذي يعتبر اليوم أحد أهم برامج تلفزيون الواقع في العالم أسهم في وصوله إلى النجاح شهرة بطلته كيم كاردشيان قبل انطلاق البرنامج بسنوات، وجاء البرنامج رغبة في إشباع فضول الجماهير التي بحثت عن أدق تفاصيل حياتها، إضافة إلى مناسبته وبشكل كبير مع واقع المجتمع الأميركي من خلال أحداثه اليومية، ما ينطبق على برنامج «جون وكيت... زائد ثمانية» فهذه التجربة سلطت الضوء على الحياة اليومية لزوجين يقومان بتربية ثمانية أطفال، ما يعتبره الكثيرون مستحيلاً في ظل أعباء المشاغل اليومية، ما أسهم في وصول البرنامج إلى الجماهير بشكل سريع وتحقيقه عوائد ربحية ضخمة. وأفسدت المبالغة في التصرفات وردود الفعل واقعية البرنامج وأسبغت عليه شعوراً طاغياً بكونه مجرد مسلسل صوّر على طريقة تلفزيون الواقع كما في فيلم الرعب الأميركي «ظاهرة خارقة» الذي توقع مشاهدوه في بداية الأمر أنه يقدم مشاهد حقيقية صوّرت بكاميرا فيديو شخصية. ومن بين الملاحظات التي سجلت على البرنامج ظهور الإعلامية لجين العمران في مشاهد كثيرة، مرة في دور الناصح الخبير، ومرة في دور المنقذ المالي، ومرة في دور سيدة المجتمع القادرة على إسعاد كل من حولها، وهي بحسب متابعين حركة متعمدة للتعريف بأسيل كون لجين تفوقها شهرة، لكن تلك الخطوة دفعت كثيراً من المتابعين إلى الاكتفاء بالإشارة إلى أسيل ك «أخت لجين»، وبين لجين وشقيقتها ضاع وجود الزوج البحريني تماماً، وافتقد بريق الحضور الذي كان يأمل أن يساعده في ما بعد في الحصول على وظيفة. واستغرب متابعون التصريحات الإعلامية الحادة التي أطلقها خالد الشاعر (زوج أسيل شقيقة لجين العمران) ضد كتّاب وصحف تناولت البرنامج بالنقد ولفتت إلى بعض عيوبه، واعتبروا هجومه غير مبرر ولا ينم عن ثقة كافية، ويشف عن سخطه من عدم تقبل الناس فكرة البرنامج الذي يبدو أن ظهوره وزوجته فيه كلفهما كثيراً، خصوصاً وهو يعرض على ملايين المشاهدين من دون أن يأتي بالمأمول منه.