يتحدد طرفا نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، عندما تقام مساء اليوم مواجهتا إياب نصف النهائي، إذ يلتقي الاتحاد والأهلي في «دربي» الغربية، فيما يستضيف الشباب نظيره الاتفاق. الأهلي كسب مواجهة الذهاب بهدفين في مقابل هدف، والشباب أدرك التعادل في الأوقات الأخيرة أمام الاتفاق بعدما كان متأخراً بهدفين من دون رد، ما جعل الفرص تبدو متكافئة بين الفرق الأربعة لبلوغ النهائي الكبير، ويظل الفريق الأهلاوي صاحب نصيب الأسد من ألقاب كأس الملك، إذ ظفر بالبطولة 12 مرة، يليه الاتحاد بثمانية ألقاب، فيما يملك كل من الشباب والاتفاق بطولتين فقط، ويظل التاريخ يذكر أن فريق الوحدة أول فريق حقق كأس البطولة عام 1957، ثم عاد عام 1966 فحقق البطولة للمرة الثانية، في الوقت الذي يحتكم قطبا المنطقة الوسطى الهلال والنصر على لقبين لكل منهما، فيما بقيت الفرق الأخرى خارج مساحات السجل الذهبي للبطولة. الاتحاد - الأهلي مواجهة خاصة وذات رونق خاص، ولها مذاق مختلف لدى أنصار الطرفين، والاستعداد في المعسكرين دائماً يكون مختلفاً جداً، كما أن عوامل النقص لا مكان لها في الحسابات الفنية لدى الجهازين الفنيين، في الوقت الذي تبدي الأجهزة الإدارية والشرفية حضوراً لافتاً في التدريبات الأخيرة لرفع معنويات اللاعبين وحفزهم لتحقيق أغلى الانتصارات. رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي وعد اللاعبين ب100 ألف ريال في حال تحقيق الفوز والعبور نحو النهائي، فيما اجتمع رئيس هيئة أعضاء الشرف في الأهلي الأمير خالد بن عبدالله باللاعبين، وحثهم على بذل قصارى الجهد للمحافظة على الأفضلية التي سجلوها في المباراة السابقة وخطف بطاقة التأهل صوب المباراة الختامية، كما أن الأجهزة الفنية تبذل جهوداً مضنية لتجهيز العناصر بالصورة المطلوبة، من خلال فرض السرية التامة على التدريبات الأخيرة التي تسبق الصافرة الأولى في المباراة. المدرب الاتحادي الوطني خالد القروني ربما يفتقد سجله خدمات المهاجم مختار فلاتة الذي أصيب في تدريبات الخميس الماضي، ويسابق الجهاز الطبي الزمن لتجهيز اللاعب، وماتزال مشاركته غير مؤكدة، فيما تأكد غياب المدافع أحمد عسيري للإصابة، وعلى رغم ذلك لن تقبل الجماهير الاتحادية أي مبررات في حال الخسارة، وخصوصاً في ظل وجود عناصر شابة تتطلع إلى تقديم ما لديها من إمكانات فنية على أرض الميدان، بوجود عبدالفتاح عسيري وجمال باجندوح ومحمد بوسبعان ومعن خضري في منتصف الميدان، وكذلك الشاب فهد المولد في خط المقدم، إضافة إلى التحركات الإيجابية لظهيري الجنب محمد قاسم وطلال العبسي. الأهلي صاحب فرصتي الفوز أو التعادل تبدو خطوطه أفضل فنياً من مضيفه، فلدية كوكبة من النجوم ذوي الوزن الثقيل، وإن كانت القوة الحقيقية تتمركز في مناطق المناورة بقيادة المتألق دائماً تيسير الجاسم والبرازيلي موسورو وكذلك وليد باخشوين ومصطفى بصاص، وتزداد الهجمة الأهلاوية ضراوة عندما تنطلق من الجهة اليسرى بمشاركة الظهير منصور الحربي صاحب المهارة العالية والجرأة الكبيرة، كما أن الظهير الأيمن علي الزبيدي صاحب حضور جيد في الشقين الدفاعي والهجومي. الشباب - الاتفاق يحشد الشباب أسلحته كافة لإنهاء مغامرة ضيفه ووضع يده على بطاقة التأهل، والمدرب التونسي عمار السويح أمام مهمة تاريخية في سجله التدريبي لقيادة الفريق الأبيض نحو النهائي الكبير، ومتى أحسن التعامل مع خطوط الفريق فلن يجد صعوبة في تحقيق مبتغاه، وخصوصاً أن لدية عناصر يتمناها أي مدرب في مثل هذه المواجهات. الشباب يملك قوة هائلة في منتصف الميدان، بقيادة البرازيليين فرناندو ورافينها، إلى جانب أحمد عطيف وعبدالملك الخيبري، إذ يتحرك رافينها وعطيف وفرناندو للمساندة الهجومية، فيما يتفرغ الخيبري للمشاركة في النواحي الدفاعية، ومن المنتظر أن يزج التونسي عمار السويح بالمهاجمين عيسى المحياني والفلسطيني عماد خليلي في خط المقدم منذ البداية وخصوصاً أن المباراة لا تقبل أنصاف الحلول، ولدى التونسي عدد من الأسماء على دكة الاحتياط قادرة على ترجيح الكفة الشبابية متى دعت الحاجة إلى ذلك، بوجود الكولومبي توريس وسعيد الدوسري وعبدالمجيد الرويلي وعمر الغامدي. وفي الجهة الثانية، يمني الاتفاقيون النفس بتحقيق المعادلة الصعبة والعودة ببطاقة التأهل، ولن تكون مهمة المدرب الروماني أندوني سهلة وهو يواجه فريقاً بقامة الشباب في عقر داره، ويدرك تماماً الفوارق الفنية التي لا تصب لمصلحة فريقه على الإطلاق، ما يجعله لا يتردد في تحصين الخطوط الدفاعية بأكبر عدد من اللاعبين والاعتماد على الكرات المرتدة كما فعل في مباراة الذهاب وكاد يصل إلى أهدافه لولا انتفاضة الشباب في الأوقات الأخيرة من المواجهة. الاتفاق يعاني كثيراً على مستوى خط الدفاع، وكذلك حراسة المرمى، فيما لديه عناصر أكثر من جيدة في منتصف الميدان بوجود الشاب الرائع محمد كنو وحمد الحمد وسلطان البرقان، إلى جانب المهاجم الخطر السنغالي بابا وايغو، فيما تبدو دكة الاحتياط فقيرة ولا تساعد المدرب في تغيير الشكل الفني للمباراة في حال تأخر فريقه في الحصة الأولى.