أهدرت وسائل الإعلام وبخاصة القنوات الفضائية الوقت على المشاهدين وهي تلت وتعجن في بطولة الخليج المزمع إقامتها في اليمن للمرة الأولى منذ انضمام اليمن لدورات كأس الخليج العربي، وكان نصف الوقت في حلقة «مساء الرياضية» قد تسرب من أجل تأجيل مباريات بعض الفرق أو تأجيل الدوري. هذا التأجيل إن حصل جزئياً أو كلياً غير منطقي لأن كل ناد لديه قائمة بها 30 لاعباً ولا يشترك منهم في كل مباراة الا 14 لاعباً أي 16 لاعباً غائبين عن القائمة وقد خاض الهلال بعض مبارياته المهمة آسيوياً ومحلياً بغياب أبرز ستة لاعبين لديه وكل ناد يغيب عنه في كل مباراة عدد من اللاعبين بداعي الإصابة أو الكروت الملونة أو بسبب الرؤيا الفنية فما المانع من غياب ثلاثة لاعبين من كل فريق يشاركون في خليجي 20؟ وهل إذا تم التأجيل سيلعب جميع اللاعبين بعد عودة المنافسات؟ في كل خانة لدينا لا يقل عن ستة لاعبين يستطيعون تأدية الواجب بالجودة نفسها وهذا يعني اننا نستطيع تشكيل منتخب متكامل فنياً من دون الأضرار بالأندية التي ستواصل منافسات الدوري المحلي بغياب لا يزيد عن ثلاثة لاعبين من كل فريق، اعتبروهم مصابين أو نالوا كروتاً ملونة أو لا يرغب المدير الفني إشراكهم. اليمن استعد للحدث الرياضي بشكل مثالي وسيقدم الأشقاء في اليمن نموذجاً جميلاً للبطولة، أقول هذا الكلام من واقع تجربة لي شخصياً فقد كانت البطولات العربية لكرة الطاولة في الغالب تقام في مصر ولبنان وتونس والمغرب والأردن ومرتين فقط في الخليج وعندما تقدمت اليمن لتنظيم أول بطولة عربية شابت مشاعر بعض القياديين العرب المخاوف والتردد، ولكن قوة القرار في الاتحاد العربي جعلت الجميع يقتنع بأهمية توزيع البطولات العربية، وبالفعل أقيمت أول بطولة في اليمن فكانت وما زالت أفضل بطولة إلى الآن، وتفوق الأشقاء اليمنيون على أنفسهم بقيادة الوزير نبيل الفقيه والدكتور عصام السنيني وبقية رجال الاتحاد اليمني، وأصبح الجميع يترقب إقامة أي بطولة مقبلة في اليمن لثقتهم في قدرة اليمن على التنظيم المثالي لمثل هذه المناسبات. خليجي 20 ما زال على كف عفريت وقد تقام وقد تؤجل وقد تنقل إلى موقع آخر، وقد يصمد الخليجيون أمام تيار الفئة الضالة ويقيمون البطولة بالتحدي والإصرار المشترك، وتأجيل الدوري لا معنى له، واستمراره أفضل فنياً وجماهيرياً، ويخدم مشاركتنا الآسيوية بعد الخليجية، ولا يمكن الاقتناع بتوقف المسابقة وتعطيل أكثر من 400 لاعب من أجل انتظار عودة 22 لاعباً ذهبوا للمشاركة في بطولة لا تخضع لمعايير الاتحاد الدولي. [email protected]