مع استعداد الغرب لفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، اتهم رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك أمس، الطيران الحربي الروسي ب «انتهاك» المجال الجوي لبلاده 7 مرات خلال الساعات ال24 الأخيرة «بهدف دفع أوكرانيا إلى خوض حرب». وأكد البنتاغون مزاعم كييف، التي وصفتها وزارة الدفاع الروسية ب «شائعات وافتراضات». (للمزيد) ترافق ذلك مع انتشار 150 عسكرياً أميركياً من وحدة المظلات في ليتوانيا، يشكلون مجموعة من 600 جندي سيتوزعون أيضاً على بولندا وأستونيا ولاتفيا بهدف طمأنة حلفاء واشنطن شرق أوروبا إلى التزامها مع الحلف الأطلسي (ناتو) توفير دعم لهم إذا تعرضوا لعدوان روسي. وخلال زيارته روما، حيث التقى البابا فرنسيس ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، قبل أن يعود على عجل إلى كييف، قال ياتسينيوك: «إننا أمة مسالمة، فيما واضح أن العدوان الروسي يهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار العالمي، وإعادة رسم الحدود وتعديل نتائج الحرب العالمية الثانية». وزاد: «نحض روسيا على سحب قواتها وتجنب الاستفزازات، والامتناع عن دعم الإرهابيين شرق أوكرانيا وجنوبها، ونطالبها بأن تتركنا وشأننا». وكان وزير الدفاع الأوكراني ميهايلو كوفالان، أعلن أن الجيش سيقاتل القوات الروسية إذا توغلت شرق البلاد بحجة تنفيذ عملية لحفظ السلام، وقال: «ضاق الجميع ذرعاً بتلاعب روسيا في حفظ السلام، وإذا قدِموا سنواجههم بعمليات قتال». إلى ذلك، وجّه رئيس الوزراء الأوكراني كلمات قاسية حول خطف انفصاليين موالين للروس 13 مراقباً من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أول من أمس، وقال: «هذا دليل جديد على أن من يسمّون متظاهرين سلميين مع أفكار موالية للروس، هم فعلاً إرهابيون. هذا أمر غير معقول وغير مقبول». واتهم الانفصاليون عناصر البعثة الأوروبية بأنهم «جواسيس للحلف الأطلسي (ناتو)»، وأكدوا أنهم لن يطلقوهم إلا بعد الإفراج عن «معتقلين من صفوفهم». لكن موسكو تعهدت بذل كل ما في وسعها لتحرير المحتجزين، وقال مندوبها لدى المنظمة أندريه كيلين: «يجب الإفراج عن هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت، وبصفتنا عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سنتخذ كل الخطوات الممكنة في هذه القضية التي تقلقنا، لكن مسؤوليتها تقع على عاتق سلطات كييف التي دعت البعثة إلى الحضور». على صعيد آخر، صرحت الرئيسة الليتوانية داليا جريبوسكايتي لدى استقبالها الجنود الأميركيين في قاعدة سياولياي الجوية: «في ظل التهديدات الحالية نعرف من هم أصدقاؤنا الحقيقيون. دول البلقان وبولندا تقع على حدود الحلف الأطلسي، لذا يجب تطبيق إجراءات أمن عاجلة إضافية، ووصول القوات الأميركية جاء في توقيت مناسب وضروري». وانضمت دول البلقان إلى الحلف الأطلسي عام 2004، لكن لم يسبق تمركز قوات أجنبية على أراضيها في شكل دائم من أجل تفادي إغضاب روسيا.