يسعى كتاب «الخطاب الأدبي وتحديات المنهج» للدكتور صالح الهادي رمضان، إلى الإسهام في وضع لبنة من لبنات ما يمكن أن نسميه في منظومة العلوم التواصلية، بأسس النقل المعرفي أو المثاقفة الإيجابية في مجال الدراسات الأدبية العربية، كما يرمي إلى تحريك الفكر في مجال النص الأدبي ومحيطه الثقافي في جميع أبعاده. وهو إذ يختار نماذج من مناهج الدراسة الأدبية من دون سواها، إنما يسعى إلى النظر إليها من زاوية ما تقدمه من أدوات ملائمة لقراءة النص الأدبي العربي قديمه وحديثه. ويرى المؤلف أن هذه المناهج ليست مجرد وسائل تقنية وآلات تفسيرية، بل هي رؤى وأفكار ومظاهر تمثل للأدب بما هو ظاهرة لغوية يشترك فيها جميع المبدعين من بني البشر. ويضم الكتاب الذي أصدره نادي أبها الأدبي في 400 صفحة من القطع الكبير، 13 مدخلاً، بدأها المؤلف بتفصيل التقاليد اللسانية وتحديات المنهج، ثم مصادر المعرفة والدراسات الأدبية الحديثة، وإشكالات المثاقفة وأثرها في الدرس الأدبي الحديث، وأتبعها بالاتجاه الانطباعي، والاتجاه البنيوي، والاتجاه الحواري، والمناهج الاجتماعية بين سوسيولوجيا الخطاب وسوسيولوجيا النص، والسيميائية التداولية والمقاربة الإدراكية، والنص الأدبي والتلقي، والمنهج الأغراضي، والشعرية التوليدية والبنية الأغراضية، والمقاربات اللسانية الأسلوبية. وختمها بمناويل الدراسة الادبية، من خلال تقديم منوال من المناويل المنهجية والتي منها الاشكال الأولى البسيطة، الأشكال المحققة في التواصل الاجتماعي أو الأعمال القولية البسيطة، والأشكال الاجتماعية الاحتفالية، والأجناس العالمة أو ما يسمى بالفكر السردي.