حيّرت توقعات هيئة الأرصاد وحماية البيئة للأيام المقبلة على السعودية بين استمرار موجة البرد أو عودة الاجواء إلى الاعتدال، فيما بدت المسميات الشعبية للمواسم أكثر ثقة ووضوحاً لناحية توديع «موسم الشبط» مساء اليوم (الأحد) واستقبال «موسم العقارب» صباح غد (الإثنين). وعلى رغم معلومات «الأرصاد وحماية البيئة» التي نشرت سابقاً، ومفادها بأن الموجة القطبية الباردة التي تمر على المملكة ستنتهي يوم الأحد، استمرت درجات الحرارة في المناطق السعودية منخفضة ما دون الصفر، حتى أن مناطق الشمال كان الانخفاض فيها شديداً، وشهدت سحباً ثلجية ورعدية، ويتوقع أن تستمر حتى الخميس المقبل. وفيما ضجت تغريدات رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالأسئلة عن موعد انتهاء موجة البرد أم أنها مستمرة، جاء الجواب من عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق عبر تغريدات عدة قال فيها إن «اليوم آخر موسم الشبط، وغداً الإثنين تعود الأجواء الدافئة متزامنة مع دخول أول موسم العقارب». وأضاف: «أهالينا قالوا لا دخلت العقارب ترى الخير قارب» كناية عن عودة الدفء والربيع. وشرح الزعاق بعضاً من ملامح الموسم الذي يستمر 39 يوماً، قائلاً: «ينشط فيه الغبار، وينتشر فيه البعوض، ويظهر الفقع، ويطل فيه العرجون (حيوان صحراوي)، وتتباهى فيه الزهور». وأورد الزعاق سبب تسمية الموسم ب«العقارب» لأن «برده يلسع كلسع العقارب على حين غفلة، وقيل لأن صغار العقارب تبدأ في الظهور هذا الموسم»، موضحاً أن «أجواءه معتدلة مائلة إلى البرودة خلال 20 يوماً ثم يميل إلى الحرارة في النهار خلال الفترة الباقية». وفي سياق المسميات الشعبية، وصف مغردون الموجة بأنها «بشائر خير لبدء موسم بذرة الست»، التي يتمكن من خلالها المزارعون البدء في زراعة جميع محاصيل الخضراوات والحبوب وتكون ذات جودة عالية عند قطافها. وكذلك تداول المغردون صوراً ومقاطع عن الآثار التي خلفتها الموجة أظهرت تجمّد مياه بحيرة روضة سدير (شمال الرياض) ومثلها في شقراء والرس، وتكسر أنابيب، وتلف محاصيل زراعية، ونفوق مواش وخلوّ معظم الأسواق من مرتاديها. وكان الزعاق حذر أصحاب المواشي من موجات البرد، ونصحهم ب«الاستعداد عبر تدفئة معاطن الأبل ومرابض ومراح الغنم بوضع مصدات من القش وسعف النخيل والخيش حولها». إلا أن ذلك لم يحل دون نفوق بعض الماشية، وفق ما أظهر مقطع فيديو لرجل ينتشل رؤوس ماعز تجمدت تحت الثلوج. ووجّه بعضهم من خلاله المقطع رسالة تدعو إلى تدفئة الحيوانات من القطط والطيور وتوفير المأوى لها، انطلاقاً من الرفق بالحيوان، قائلين إن العاصفة «فطرت خشوم الأبل». ولم تخل التغريدات من طرائف، إذ كتب مغرد: «لو سمحتوا اللي لعب في الخريطة ونقل السعودية إلى القطب الشمالي يرجعها»، فيما تداول آخرون مقطع فيديو يظهر شاباً أوقد ناراً للتدفئة في سيارته وهو يقودها. وأخّرت بعض مدارس المناطق التي اجتاحتها موجة البرد بدء اليوم الدراسي إلى التاسعة صباحاً حتى إشعار آخر، فيما طالب مغردون عبر وسم «#برد الرياض» بتعليق الدراسة، مبررين السبب بقولهم: «إننا نشعر بالبرد في المنزل، فكيف سيكون حال الطلاب في المدارس والجامعات»، مضيفين إنه «يجب عدم ذهاب الأطفال من المرحلة الابتدائية إلى المدرسة في هذا البرد».