بدءا من اليوم، تنحسر موجة البرد تدريجيّا مع دخول موسم العقارب المسمى ب"السمّ" وأمارته الشعور بالدفء بعد أن نفث البرد زمهريره، إذ لم يتبق سوى أيام قليلة يتدرّج فيها الجو من البرودة الحاليّة إلى الاعتدال ثم ارتفاع في درجات الحرارة. أكد ذلك الخبير الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، في تصريح ل"الوطن" أمس، وأضاف أن اليوم يدخل أول موسم العقارب، الذي يقول عنه العامة "إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب"، ومدتها 39 يوما مقسمة على ثلاثة نجوم تسمى عند العرب قديما "الذابح" و"بلع" و"السعود" أما العوام فيسمونها "السم" و"الدم" و"الدسم"، فالسم دلالة على أن بردها يقتل كما يقتل السم، والدم في إشارة على أن بردها يدمي ولا يقتل، أما الدسم فتدل على أن المواشي تحمل الدسم على ظهورها نتيجة رعيها الربيع الذي ينبت في هذه الأوقات، وسميت بالعقرب لأنها تلسع ببردها كلسع العقرب إذ إن العقرب تباغتك بلسعها دون سابق إنذار كحال البرد في هذا الوقت من الزمان.ولفت الزعاق إلى أن الأجواء السائدة طوال موسم العقارب هي الاعتدال، فالعشرون يوما الأولى الأصل فيها الاعتدال الذي يميل إلى البرودة في هزيع الليل، والشق الأخير الأصل فيه الاعتدال الذي يميل إلى الحرارة في وضح النهار، فيما المجمل هو الاعتدال إلا أنها لا تخلو من هجمات برد مباغتة ولاسعة، "عند حلول موسم العقارب ينحدر فصل الشتاء ويبدأ فصل الصيف بالزحف إلينا حيث تبدأ الحرارة تشتد في حال الظهيرة". وأضاف الزعاق أن برد العقارب يأتي على فترات متباعدة وبرودتها لا تدخل المنازل، لكنها مرتبطة بهبوب الرياح الشمالية، وفيها ينشط الغبار وينتشر البعوض على رقعة واسعة من الأرض، ويظهر فطر الكمأة "الفقع" على وجه السطح الذي يبقى حبيس الأرض طوال فترة الشتاء القارس، كما أنه في هذا الوقت تتباهي الزهور بجمالها وروائحها الزكيّة.