هزّ تفجيران انتحاريان مسجدين مكتظين بالمصلين في شمال غربي باكستان أمس، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وكان لافتاً تبني «طالبان باكستان» التفجير الانتحاري الاول الذي وقع خلال صلاة الجمعة في مسجد في بلدة سبينا تهانا في منطقة درة أعظم خيل، قرب بيشاور. وتبنت الحركة الاعتداء وبررته باستهدافها خصماً قبلياً يؤم وأفراد عائلته المسجد الواقع في معقله. ولم تكشف تفاصيل عن التفجير الانتحاري الثاني في مسجد بلدة سلمان خيل في منطقة باديه بير، قرب المناطق القبلية شمال غربي البلاد، أثناء صلاة العشاء في حضور عشرات المصلين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل وجرح 14 آخرين، فيما ربط مراقبون بين التفجيرين. وأفادت المعلومات المتوافرة عن الانفجار الأول، ان انتحارياً حمل حزاماً ناسفاً فجّره وسط المصلين في المسجد في منطقة درة أعظم خيل على الطريق بين بيشاور وكوهات، ما أسفر عن سقوط 66 قتيلاً وجرح اكثر من مئة آخرين، بينهم 65 حالهم حرجة. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» ان التفجير استهدف ملك ولي خان زعيم قبيلة أخور والمناهض ل «طالبان باكستان»، بعد إعلانه تشكيل ميليشيا لقتال الحركة وحشده السكان ضدها. ونجا ولي خان من التفجير، فيما قتل أربعة من أفراد عائلته. ويعد هذا الاعتداء الأكثر دموية بين عشرات التفجيرات التي استهدفت منطقة القبائل، في ظل الصراع بين متشددي «طالبان باكستان» وشيوخ قبائل موالين للحكومة والجيش. ومن شأن هذه الاعتداءات ان تؤجج الكراهية للحركة وتزيد عزلتها. وأفاد شهود بأن نحو 300 مصلٍّ كانوا في المسجد، عندما دخل المهاجم بعدما فشل الحراس في وقفه. وقال مسؤولون في مستشفى «ليدي ريدنج» في بيشاور إن بين القتلى طفلين. وأظهرت لقطات صوّرت أمام المستشفى نساء يصرخن ومسنين ثيابهم ملوثة بالدماء، وطفلاً ينقل إلى غرفة الطوارئ. ووصف وزير الإعلام في المقاطعة ميان افتخار خشين المهاجمين بأنهم «وحوش». في أفغانستان، فجّر انتحاري في السادسة عشرة من عمره شحنة ناسفة في سوق في ولاية فارياب (شمال غرب)، ما أسفر عن قتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح 30 آخرين. وأعلنت مصادر رسمية أن التفجير استهدف موكب رئيس المجلس الإقليمي رحمة الله الذي أصيب بجروح خطرة.