أعلنت وزارة الدفاع العراقية مواصلة قواتها التقدم لإطباق السيطرة على جنوب الموصل، بعد فرض تحريرها قرية النصر التي تعد ثاني أكبر معقل ل»داعش» في محور مخمور، مؤكدة وصول تعزيزات إلى هذا المحور لتوسيع العمليات. وأبدت فرقة قتالية من «الحشد الشعبي» استعدادها لإرسال قوة خاصة للمشاركة في معركة تحرير الموصل. وتشن القوات العراقية، مدعومة بقوات «الحشد العشائري» وطائرات التحالف الدولي منذ الأحد الماضي، هجوماً واسعاً لاستعادة مناطق من سيطرة «داعش»، جنوب الموصل، وتتجه إلى عبور نهر دجلة لتحرير ناحية القيارة. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش خلال اتصال مع «الحياة»، إن «القوات الأمنية يساندها الطيران العراقي والتحالف الدولي تمكنت من تحرير قرية النصر في محور مخمور، ونعمل الآن على تطهيرها من جيوب متبقية للإرهابيين». وهذا الهجوم هو الثالث منذ آذار (مارس) الماضي لاستعادة القرية الإستراتيجية. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أنه «تم تحرير قرية خربة شمام، وهي إحدى قرى الحاج علي وصولاً إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة، ورفع العلم العراقي فيها، وتم إجلاء سكان القرية بعد فتح ممرات آمنة ونقلوا إلى المخيمات»، وأشار إلى «وصول الوجبة الأولى من قطعات الفرقة المدرعة التاسعة المتمثلة بلواء المشاة الآلي السابع والثلاثين وبمستوى جحفل معركة من مقرها في معسكر التاجي إلى معسكر مخمور للالتحاق بقيادة عمليات تحرير نينوى والتهيؤ للقيام بعمليات واسعة لتحرير المحافظة من عصابات داعش». وأضاف أن «هذه القرى اقتحمها اللواء 72». ولتقليل المخاوف من تشتيت الجهود العسكرية، عقب إرسال التعزيزات إلى جنوب الموصل، قال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن «عمليات جنوب الموصل لن تؤثر في قاطع عمليات الفلوجة، وهناك تقدم كبير في مسعى لقطع إمدادات داعش بين القيارة وقضاء الحويجة، شمال صلاح الدين». وأعلنت خلية «الإعلام الحربي» أن «طائرات التحالف الدولي دمرت عشرات الصهاريج التابعة لعصابات داعش في مصفى القيارة. وتم قتل عدد من الإرهابيين، كما استهدفت ضربة جوية زورقاً كبيراً في بلدة الشرقاط، شمال صلاح الدين وعشرات الإرهابيين». وعلى الصعيد الإنساني، أفاد مصدر عسكري كردي بأن «أكثر من 1400 مدني نزحوا من مناطق داعش في جنوب الموصل نحو مواقع قوات البيشمركة في محور كوير– مخمور، جنوب شرقي المدينة، هرباً من المعارك الجارية هناك»، وقال قائد المحور سيروان بارزاني إن «أحد عناصر التنظيم سلم نفسه إلى قوات البيشمركة»، لافتاً إلى أن «عدد النازحين الفارين خلال الأشهر الثلاثة الماضية تجاوز ال13 ألف شخص». من جهة أخرى، أكدت «فرقة العباس» القتالية المنضوية في قوات «الحشد الشعبي» في بيان، أنها «باشرت الاستعدادات اللازمة لإرسال قوات خاصة للمشاركة في عملية تحرير الموصل ووجهت بتهيئة لواء مدرع للواجب، كما وجهت باشتراك كتائب المدفعية وكتيبة القائد مالك الصاروخية والرقيب التكتيكية وسرب الطيران المسيّر وفصائل القناصين والجهد الهندسي ومفارز المعالجة الطبية الميدانية، ومنها الكيماوية»، ولفتت إلى أن «المحاور المقترحة من قيادة الفرقة في العملية هي تحرير قضاء تلعفر، غرب الموصل، بالتعاون مع قوات البيشمركة». وسبق أن حذر مجلس محافظة نينوى وقوى سياسية من مغبة إشراك قوات «الحشد الشعبي» في المعركة، بسبب المخاوف من تعرض السكان ل»عمليات انتقامية»، على غرار الخروقات التي سجلت في الفلوجة.