أظهر برنامج «العون والأمل لرعاية مرضى السرطان» زيادة في عدد مرضى السرطان في قطاع غزة للعام 2016 بنسبة 30 في المئة عن العام 2015، مشيراً إلى أن السرطان هو السبب الثاني للوفاة في فلسطين، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، بعدما ظل لسنوات طويلة السبب الثالث للوفيات. وأعرب البرنامج عن قلقه إزاء تزايد أعداد مرضى السرطان بواقع 130 حالة شهرياً، نظراً إلى تدني ظروف معيشتهم بسبب الحصار الخانق وارتفاع نسبة البطالة والنقص الحاد في الأدوية والمنع من السفر لتلقي العلاج عبر معبر بيت حانون وغلق معبر رفح لفترات طويلة. ولفت إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه مرضى القطاع منع سفرهم للعلاج عبر معبر بيت حانون، ورفض 62 في المئة من الطلبات المقدمة إما لدواع أمنية أو ما زالت قيد الدراسة والفحص، إضافة إلى تأخرهم عن بروتوكلات العلاج وتغيير وتعطل برنامج العلاج وإعادة خطته ما يؤثر سلباً في حياتهم. وأشار إلى أن من يتم الموافقة لهم يتم تأخير مرورهم لساعات طويلة ويتعرضون للمقابلات الأمنية، مشيراً إلى أن المريض قد يفقد سريره في المستشفى وموعد الطبيب ودوره في العلاج بالمتابعه اليومية أو العيادات الخارجية. وشهدت نسبة المرضى المسجلين في البرنامج الذي يقدم خدماته لما يقارب 2650 مريضة سرطان ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام 2016، حيث يسجل في البرنامج أسبوعياً 12 حالة جديدة على الأقل، وقال البرنامج في بيان نقلته وكالة «معاً» الفلسطينية لمناسبة اليوم العالمي للسرطان أن «هذا الرقم يدعو إلى القلق، نظراً إلى أن البرنامج لا يسجل كل الحالات في قطاع غزة وأن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان القولون لدى الذكور». ووفق البيان بلغ عدد مرضى السرطان 7069 مريضاً مسجلين ضمن مركز «رصد الأورام» في القطاع بواقع 130 حالة شهرياً، ووفق التقرير الصادر عن وزارة الصحة في كانون الأول (ديسمبر) 2015 بأن أكثر أنواع السرطان شيوعاً هو سرطان الثدي، مشيرة إلى أن هذا الرقم في ازدياد مستمر، وأن السرطان يصيب كلا الجنسين في فلسطين. وتوزعت حالات السرطان الجديدة المبلّغ عنها في العام 2016 حسب الجنس بواقع 51 في المئة من الإناث و49 في المئة من الذكور، أما الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان فتوزعت بواقع 54.2 في المئة من الإناث و45.8 في المئة من الذكور. وبين البرنامج أن من المشكلات التي يعانيها المرضى أيضاً عدم توافر الأدوية في شكل دائم وبكميات كافية، وأن العجز مستمر في الكثير من الأدوية المساعدة هو الحكم بالموت عليهم مع سبق الإصرار والترصد ويترتب عليه. ودعا البرنامج وزارة الشؤون المدنية لوضع قضية تصاريح المرضى على رأس أولوياتها بصفتها الجهة المخولة بضمان هذا الحق لهم، والضغط على الجانب الإسرائيلي في هذا الاتجاه ووقف العمل معه في حال لم يستجب لمطالبهم بتسهيل سفر المرضى للعلاج، خصوصاً أن معظمهم سافر على الأقل خمس مرات عبر معبر بيت حانون. وطالب وزارة الصحة في حال الرفض للعلاج داخل مستشفيات الخط الأخضر والسفر إلى الأردن عمل خطة طوارئ بديلة لحل هذه المشكلة الدائمة وإنقاذ حياة المرضى، وتوفير الأدوية والجرعات داخل غزة وتخفيف معاناة الممنوعين من السفر، وأن يتم وضع أولوياتهم على قائمه اهتمام الوزارة. ودعا المؤسسات الدولية الإنسانية وتحديداً «منظمة الصحة العالمية» إلى مواصلة التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ حياة مرضى السرطان في غزة، واتخاذ التدابير اللازمة كافة لحل الأزمة القائمة، ووضع سلسلة من الإجراءات التي تضمن استمرارية تقديم الخدمة الصحية المناسبة لمرضى السرطان في غزة.