رجحت قيادة التحالف الدولي أن تواجه القوات العراقية مقاومة عنيفة خلال حملتها لاستعادة الجانب الغربي للموصل، رغم الخسائر التي لحقت ب «داعش» الذي يعاني نقصاً في عدد مسلحيه، ما يضطره إلى استخدام الطائرات المسيرة بكثافة. وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» أنها أحكمت الطوق حول المدينة وعزلتها «تماماً» عن أي منفذ في اتجاه الحدود السورية. وقال الناطق باسم التحالف الدولي العقيد جون دوريان، خلال مؤتمر صحافي، عبر دائرة مغلقة، أن «القوات العراقية باتت تسيطر على 60 في المئة من الموصل، لكن توقعاتنا تشير إلى أنها ستواجه معارك ضارية في الأيام المقبلة، رغم أن قادة التنظيم في الساحل الأيمن أقل خبرة وفاعلية من القادة الذين قتلوا خلال الحملة العسكرية» على شرق المدينة، وأكد «قتل 15 قائداً في غارات شنتها طائرات التحالف، في الأيام الأولى للمعركة، بينهم أبو عباس أحد أهم قادة داعش في المدينة، وأبو طه المسؤول عن السجون وتنفيذ عمليات اعتقال المدنيين». وتابع أن «العدو، في مسعى منه للرد على خسائره الأخيرة أطلق حملة واسعة في معقله في الجانب الغربي للموصل، واعتقل العشرات بتهم التجسس لمصلحة القوات العراقية، بينهم المواطنون الذين يرفضون التعاون معه، فضلاً عن بعض عناصره بتهمة الخيانة». واتخذ «داعش» إجراءات مشددة في الجانب الأيمن، ونشر وحدات من القناصة فوق أسطح الأبنية والمواقع المطلة على الضفة الغربية لنهر دجلة، وعزز تحصيناته الدفاعية بالكتل الإسمنتية في المواقع الحساسة، ووضع نقاط تفتيش ومفارز لرصد التحركات المشبوهة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مطلعة قولها أن «قادة داعش أصدروا أوامر بإرغام الأطفال على التدريب على القتال، وقطع عناصره أيدي طفلين لا يتجاوز عمر الواحد منهما 12 سنة لرفضهما الانصياع لأوامر إعدام متهمين بالخيانة». وأشارت إلى أن «التنظيم أجلى أكثر من 200 عائلة من عشيرة البو صالح من مركز ناحية المحلبية، بين تلعفر والموصل». ويتبادل الجيش عمليات القصف مع «داعش» عبر ضفتي النهر، خصوصاً في أحياء الرشيدية والعربي، في أقصى شمال الجانب الأيسر، فيما تكثف طائرات التحالف غاراتها على مواقع التنظيم داخل الجانب الأيمن، في موازاة حملة تفتيش أطلقتها قوات الأمن في بعض الأحياء الشرقية بحثاً عن المشتبه بهم وعناصر التنظيم المتخفّين بهويات مدنية، ويؤكد قادة الجيش أن الاستعدادات اكتملت لإطلاق الهجوم الأخير لطرد التنظيم، وهم في انتظار الأوامر التي كانت محور محادثات هاتفية بين وزير الدفاع الجديد عرفان الحيالي وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل. في المحور الغربي، أعلن قائد عمليات «الحشد الشعبي» أبو منتظر الحسيني أمس أن «قوات الحشد تمكنت من محاصرة العدو، بدءاً من نهر دجلة إلى تلال سينو، شمال غربي قضاء تلعفر بطوق 360 درجة، بعد أن نجحت في السيطرة على الطريق الرابط بين قضائي سنجار وتلعفر من محوري الجنوب والغرب». وقال القائد في «الحشد» اللواء علي الحمداني أن «قواتنا قطعت آخر منفذ للعدو، من وإلى تلعفر والموصل، ما يعني قطع آخر خط إمداد في اتجاه سورية». وأوضح زعيم منظمة «بدر»، مساعد رئيس «هيئة الحشد الشعبي» هادي العامري، أن «بناء ساتر عند نقطة التماس بين قواتنا والبيشمركة، يعني قطع الطريق أمام تسلل داعش من الموصل إلى تلعفر، بالتالي قطع خط إمداده من سورية وإليها».