أعلنت السلطات الإيرانية أمس، اعتقال أربعة متمردين أكراد ينتمون الى خلية مرتبطة ببريطانيا، نفذت اغتيالات في البلاد خلال السنتين الماضيتين، فيما سارعت لندن الى نفي «المزاعم»، باعتبارها «حلقة في سلسلة افتراءات» إيرانية. تزامن ذلك مع ترحيب الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست بإدراج واشنطن تنظيم «جند الله» السني على لائحتها للمنظمات الإرهابية، معتبراً القرار «خطوة في الاتجاه الصحيح». وقال الناطق إن «مكافحة الإرهاب مسؤولية كلّ الدول»، مشيراً الى أن «إيران ستجري تقويماً عملياً للتغيّر في السياسة الأميركية إزاء دعم جماعات إرهابية مثل جند الله وتوندار ومنظمة بيجاك الكردية الانفصالية». وتدرج واشنطن «بيجاك» على لائحتها للمنظمات الإرهابية. ونقلت قناة «برس تي في» عن وزارة الاستخبارات الإيرانية تأكيدها أنها اعتقلت في مدينة ماريوان غرب إيران، ماجد بختار وهجير إبراهيمي ولقمان مرادي وزانيار مرادي، وهم أعضاء في تنظيم «كومالا» الكردي المحظور. وأشارت القناة الى أن «الإرهابيين» الأربعة «المرتبطين ببريطانيا»، اتُهموا بتنفيذ خمسة اغتيالات في إيران خلال السنتين الماضيتين، لافتة الى مصادرة «وثائق وأسلحة» معهم. وزادت انهم «أقروا بتلقيهم أوامر وتعليمات في مدينة السليمانية العراقية من قائدهم جليل فتاحي» المقيم في بريطانيا، والذي أفادت بأنه سلّمهم «أسلحة وأموالاً على الحدود الإيرانية - العراقية». ووصفت «برس تي في» فتاحي بأنه «أحد قادة تنظيم كومالا الإرهابي الذي نفّذ اغتيالات في مدن غرب إيران منذ الثورة عام 1979»، مشيرة الى أن المعتقلين الأربعة قالوا انهم تلقوا وعداً بالحصول على 20 ألف دولار في مقابل كل عملية قتل، لكنهم لم يتسلموا سوى ثمانية آلاف دولار بعد إكمالهم المهمة. واعتبرت الاستخبارات الإيرانية أن «بريطانيا لم تقم بنشاطات تجسس في البلاد فحسب، بل موّلت وساندت تنظيمات إرهابية مناهضة لإيران». لكن ناطقاً باسم الخارجية البريطانية أكد أن ثمة «تاريخاً طويلاً من الادعاءات الإيرانية التي لا أساس لها، ضد المملكة المتحدة، وهذا آخرها... المملكة المتحدة لا تؤيد أو تشجع النشاط الإرهابي في إيران أو أي مكان في العالم». في غضون ذلك، أحيت إيران أمس «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي»، في الذكرى ال31 لاحتلال السفارة الأميركية في طهران في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979. (راجع ص 8) وشارك آلاف الطلاب في تظاهرة أمام المبنى المغلق للسفارة، أُحرقت خلالها أعلام أميركية وبريطانية وإسرائيلية. كما تجمّع حوالى مئة شخص أمام السفارة البريطانية، ورشقوها بالبيض الفاسد والبندورة، داعين الى طرد السفير البريطاني وإغلاق السفارة ل «تدخلها في الشؤون الإيرانية». ويحتج هؤلاء على تصريح لرئيس الاستخبارات البريطانية جون ساورز، أشاد فيه ب «نجاح» جهازه في كشف منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم تبنيها إيران في جبال محصنة قرب مدينة قم، داعياً إلى «عمليات تقودها الاستخبارات» لمنع طهران من صنع قنبلة نووية. واعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن احتلال السفارة الأميركية العام 1979 أدى الى «تحطيم هيبة الاستكبار وسطوته، وغيّر موازين القوى لمصلحة الشعوب المستضعفة». وقال إن «الذين ظلموا الشعب الإيراني، سيقفون قريباً في طابور للاعتذار».