كثيراً ما يصيبنا الخدر، وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى إصابتنا به، فمنها الجلوس لوقت طويل أو في وضع غريب، وعادة ما نتخلص من الخدر بتحريك الجزء الذي أصابه لتنشيط الدورة الدموية فيه، إلا أن بعض حالة الخدر قد تتكرر كثيراً أو تبقى طويلاً، الأمر الذي يكون مؤشراً واضحاً على إصابتنا ببعض الأمراض. ذكر موقع «مايو كلينك» أن الأعراض الأولى لمتلازمة غيلان باريه التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أعصاب الجسم، هي الشعور بالضعف والوخز في الأطراف الذي قد يتطور إلى مرحلة إصابة الجسم كاملاً بالشلل، الأمر الذي قد يسبب صعوبة في المشي وابتلاع الطعام والتنفس والسيطرة على المثانة والأمعاء، إضافة إلى تغيرات ضغط الدم. ولا يعرف الأطباء السبب وراء الإصابة بهذه المتلازمة، إلا أن الكثير من الأفراد الذين يعانون منها يصيبهم قبلها عدوة في الجهاز التنفسي أو إنفلونزا في المعدة. وكذلك من الممكن أن يكون الخدر عرض من أعراض مرض الجذام الذي لطالما عانت منه الحضارات القديمة، وما زال يصيب البعض حتى الآن نتيجة الإصابة بعدوة بكتيرية. ويعتبر الخدر واحدة من أعراض هذا المرض الذي تظهر فيه تشوهات وزوائد جلدية على جسم المصاب، إضافة إلى معاناته من تضخم الأعصاب وألم وضعف في العضلات. ويمكن أن يكون الخدر عرض من أعراض نقص فيتامين «بي 12» في الجسم الذي من أعراضه الشعور بالوخز في اليدين والساقين والأقدام، وفقدان الذاكرة والضعف والتعب وفقر الدم وتورم، وعدم التوازن والهلوسة. وتشير بحوث كلية هارفارد للطب إلى أن فيتامين «بي 12» يساعد في تقوية خلايا الدم الحمراء، موضحين أننا لا نحصل على ما يكفي من هذا الفيتامين من خلال نظامنا الغذائي، خصوصاً لمن يتبعون الأنظمة النباتية. ويمكن أيضاً أن يكون الخدر عارضاً من أعراض مرض «أسنان شاركو ماري» الوراثي الذي يتسبب في تلف الأعصاب وضعف العضلات، وعادة ما تبدأ الأعراض بالشعور بالخدر في القدمين والساقين، لتمتد إلى كامل اليدين والأرجل، وتتسبب بتشوهات القدم والتقوسات. ويصاب البعض بهذا المرض نتيجة وراثتهم لطفرات جينية تعمل على تصعيب عملية التواصل بين الدماغ والأطراف، ما يتسبب بتلف الأعصاب ووفقدان الإحساس بالأطراف بشكل تام. ولا تتوقف مخاطر الخدر عند هذا الحد، إذ أن موقع «مايو كلينك» أشار إلى أن الخدر من الممكن أن يكون مؤشر قوي جداً على الإصابة بالجلطات.