أرسلت الولاياتالمتحدة آلاف الجنود والأسلحة الثقيلة إلى بولندا ودول البلطيق وجنوب أوروبا اليوم (الإثنين) في أكبر حشد عسكري لها منذ الحرب الباردة وهو ما نددت به روسيا باعتباره جزءاً من استراتيجية عدائية على حدودها. وقال القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا الفريق بين هودجز إن إرسال القوات يأتي تأكيداً على كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة عن أهمية حلف شمال الأطلسي، مؤكداً أنه ليس هناك ما يدعو للشك في أن هذه القوات سيتم تقليصها. وتابع «الرئيس الأميركي أكد أهمية ناتو والتزام أميركا أثناء حديثه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند». وقال السفير الأميركي في بولندا بول جونز «سنقوم بحماية المنطقة»، وتابع أن القوات الأميركية والبريطانية والكندية ستدافع «عن كل إنش من أرض الحلفاء». ويأتي وجود 3500 جندي أميركي والذين سينضم إليهم 1600 آخرون إضافة إلى طائرات هليكوبتر وطائرات الشهر المقبل في إطار حشد أوسع ومتعدد الأطراف لدول حلف الأطلسي. وسيتم أيضاً نشر جنود من الولاياتالمتحدة في بلغاريا ورومانيا ويمثل نشر لواء مدرع بالكامل إعادة تأكيد دعم الولاياتالمتحدة الحلفاء في شرق أوروبا والذين انتابهم القلق من تشدد موسكو العسكري تجاه أوكرانيا في الجنوب ومن المناورات الجوية والبرية والبحرية التي تجريها روسيا في منطقة البلطيق. كان القلق تنامى على وجه الخصوص في جمهوريات البلطيق السوفياتية السابقة الثلاث ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 ومساندة التمرد المؤيد لروسيا في شرق أوكرانيا. ووصول القوات الأميركية والذي أمر به في بادئ الأمر الرئيس السابق باراك أوباما هو الأول منذ أن تولى ترامب السلطة خلفاً له وقد يساعد في تهدئة دول الحلف الأخرى وعددها 27 في شأن وصفه الأخير للحلف بأنه «عفّ عليه الزمن». وتسببت رغبته في التقرب من روسيا في إثارة الاستياء.