أكدت وزارة التربية والتعليم أن مدارس أندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وإيرلندا ليست نظامية ولا تتيح التعليم المناسب، ولذلك اتفقت مع وزارة التعليم العالي والسفارة السعودية لدى بريطانيا على استمرار الدراسة في مراكز الأندية وفق نظام المنازل (الانتساب)، وإجراء اختبارات الطلاب السعوديين فيها وفق المنهج السعودي. وأوضح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني في بيان أمس، أن الوزارة انتدبت لجنة متخصصة للوقوف على طبيعة نظام تلك المدارس ومدى وفائها بالشروط الإدارية والتربوية، فرصدت عدداً من الملاحظات، من أهمها: أن مدارس الأندية ليست ذات صفة نظامية، بل قامت بجهود فردية لأداء مهمة التواصل مع المقرر المدرسي السعودي في إطار الاطلاع والتثقيف وليس لغرض التعليم المنظم المستوفي للشروط التربوية، وأن الظروف التربوية والتعليمية والإدارية في مدارس الأندية لا تتيح للطلاب والطالبات تلقي التعليم المناسب، لاقتصار التعليم فيها على يوم أو يومين فقط في الأسبوع، وهذا لا يفي بمتطلبات الخطط الدراسية للمراحل التعليمية المختلفة التي أقرتها سياسة التعليم في المملكة، وتمنح من خلالها شهادات الاجتياز بعد اكتمال عدد الساعات أو الاختبارات المنظمة لعملية النقل بين المراحل الدراسية. وأضاف أن هذا يعني أن مدارس الأندية في هذه الحالة لا ترتقي إلى درجة المدرسة، بل هي مجاميع تقوية أقرب منها إلى المدرسة، إضافة إلى أن هذه المدارس لا تتوافر فيها الكوادر الإدارية والتعليمية الحاصلة على المؤهلات التربوية المناسبة، فالمعلمون والطاقم الإداري فيها غير متفرغين لها، ولا توجد فيها أي تجهيزات ضرورية للعمل التربوي كالمعامل، والوسائل التعليمية، كما لا يوجد فيها متخصصون لتنظيم وتطبيق نظام القبول والتسجيل وفق الشروط المعتبرة، كما هو المتبع في المدارس السعودية كافة، وهو إجراء أولي متعارف عليه في المدارس كافة في العالم. وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت آلية مقننة لنظام الانتساب (المنازل) لكل أبناء المملكة الذين يقيمون في دول لا توجد فيها مدارس سعودية تدرّس المنهج السعودي تحت إشراف الإدارة العامة للمدارس السعودية في الخارج، وفقاً لما ورد في المادة الخامسة عشرة في التنظيم الصادر عن مجلس الوزراء برقم 36 وتاريخ 25-2-1418ه، الذي نظم عملية التعليم في الخارج. ولفت إلى أن محضر اتفاق حرر بين كل من وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا، يقضي بأن يكون تنظيم اختبارات طلاب وطالبات الأندية في بريطانيا ابتداءً من العام الدراسي الحالي 1431-1432ه، ملتزماً بالآليات المتبعة في هذا الشأن وفق اللوائح والتنظيمات، وأقرّ في السياق ذاته استمرار الدراسة في مراكز الأندية وفق نظام المنازل «الانتساب» وإجراء اختبارات الطلاب السعوديين في المنهج السعودي وتخصيص التدريس فيها كمراكز لتقوية الطلاب، وتم إرسال المقررات الدراسية إلى مختلف التخصصات للملحقية الثقافية السعودية في لندن لتقوم بدورها بتوزيعها على تلك المراكز. وذكر الدخيني أن آلية تنظيم الاختبارات لطلاب مدارس الأندية السعودية وفق نظام الانتساب تتضمن جداول الاختبارات، وفترة الاختبارات للفصلين الدراسيين، وإعداد الأسئلة وتصحيحها ومراجعتها، وكذلك إصدار الشهادات الدراسية. وسيكون تحت إشراف إحدى المدارس السعودية في إحدى الدول المجاورة للملكة المتحدة، يجري اختيارها بالتنسيق بين سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا ووزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للمدارس السعودية في الخارج، ووفق هذا التنظيم سيتم اعتماد الشهادات لمختلف المراحل الدراسية من وزارة التربية والتعليم في المملكة. وتطرق إلى أن وزارة التربية تعادل شهادات الطلاب الدارسين في المدارس البريطانية وفق نظام المعادلات الذي ينص على أن المراحل الدراسية في بريطانيا من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الأول الثانوي تتم معادلتها مباشرة عن طريق إدارات التربية والتعليم (قسم القبول) في السعودية، أما الشهادة الثانوية البريطانية فتتم معادلتها وفق متطلبات محددة وردت في محضر لجنة المعادلات وتحدد لائحة المعادلة وتطبيقاتها بشكل دقيق، على أن تتم في وزارة التربية والتعليم. وشدد على أهمية أن تكون شهادة المدارس البريطانية بالانتظام وليست بالمراسلة، وأن تكون متدرجة من مستوى الصف 7 وحتى نهاية المرحلة الثانوية، لافتاً إلى أن الحالات التي لا تستوفي الشروط يتم عرضها على لجنة متخصصة في جهاز الوزارة لاتخاذ ما تراه بناء على المواد الدراسية والنظام الدراسي. وتابع الدخينى: «الوزارة لم تقدم على اتخاذ هذه الإجراءات التنظيمية إلا بعد أن تبيّنت لها الآثار السلبية التي ستظهر ولو بعد حين على الحاصلين على الشهادات الثانوية بطريقة غير علمية وغير نظامية»، مشيراً إلى أن الشهادات غير المعتمدة من وزارة التربية والتعليم تسيء إلى الوطن وإلى الحاصل على هذه الشهادة.