تُعتبر إمالة الرأس ليلامس رأس الشخص الآخر علامة على المحبة والصداقة القوية، لكن هذه العادة قد تتسبب بنقل واحدة من أكثر الكائنات الطفيلية المزعجة إليك، ليغزو رأسك القمل الذي سيجعلك لا تريد أن تفعل أي أمر سوى حك رأسك وبقوة. وإن كنت تخشى أن ينتقل إليك القمل عند ملامستك لرؤوس الآخرين، فهناك بصيص أمل سيجعلك تشعر بالأمان لدى فعل هذه الحركة، إذ أن هناك دراسة كشفت ان انتقال القمل إليك من شخص آخر قد يقلل من أضراره على صحتك. وذكرت قناة يوتيوب «ساينس هاو» ان مجموعة من علماء الأحياء في المجر أعدوا دراسة عملوا فيها على نقل فضلات قمل الرأس من أرانب مصابة إلى أخرى سليمة، وأظهرت النتائج ان القمل واجه صعوبة في عملية غزو جسم الأرانب الجديدة، إذ أن معدل تغذيته على دم المضيف الجديد كان أقل، بالإضافة إلى وضعه أعداد أقل من البيض الذي لم يفقس سوى عدد قليل منه. ووجد العلماء في هذه العملية وقاية من أنواع القمل الأخرى الخطرة، إذ أن قمل الرأس هو واحد من ثلاثة أنواع من القمل التي تصيب البشر، وهي قمل الرأس والعانة والجسم. ويُعتبر قمل الرأس والعانة الأقل خطراً، إذ أنهما لا يتسببا سوى بالحكة الشديدة، أما قمل الجسم، فهو النوع الأخطر الذي يجب علينا الوقاية منه. وقمل الجسم هو الأخطر بين هذه الأنواع من القمل لقدرته على نقل أمراض مثل التيفوئيد وحمى الخنادق التي كانت تنتشر بين الجنود في معسكرات الحروب، بالإضافة إلى قدرته على نقل مرض الحمى الراجعة. وينتقل قمل الأجسام من شخص إلى آخر عبر حمله للبكيتريا الموجودة في جسم مستضيفه عبر الدم، ليخرجها عبر فضلاته على جسم المضيف الجديد. وإذا كان هناك جرح صغير أو شق في الجلد، فإن البكتيريا الموجودة في فضلات القمل تتنتقل إلى جسم المضيف لتصيبه بالمرض. ويعتبر مرض التيفوئيد وحمى الخنادق من الأمراض القاتلة، بينما لا يعتبر مرض الحمى الراجعة بالمرض الخطر جداً، لكنه يتسبب بارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم ولمدة أيام عدة. ونظراً إلى أن قمل الرأس وقمل الجسم يحملان جينات قريبة من بعضهما، توصّل العلماء إلى أن الإصابة بقمل الرأس عبر انتقاله من رأس أحدهم إليك قد تقلل من خطر الإصابة بقمل الجسم الذي ينقل الأمراض الخطرة. والقمل كائن طفيلي وثمة أكثر من خمسة آلاف فصيلة منه، وهناك نوعان من القمل: الأول يعيش على مص الدم من الرأس بواسطة مضخات ماصة في فمه، والآخر يمتلك فم بفكين ويعمل على مضغ غذائه وليس على سحبه بواسطة المضخات الماصة. ويعيش القمل في كل الكائنات التي يجري في عروقها الدم الدافئ، مثل الثديات، ويُعتبر الوطواط الكائن الوحيد من فصيلة الثديات الذي يحالفه الحظ ويجعله بيئة غير مناسبة ليعيش القمل فيه. ويصل عمر القمل البالغ إلى 30 يوم فقط، وفي هذه الفترة يتم تلقيح البيوض المعروفة باسم الصغب، لتضعها إناث القمل على بدايات الشعر النابت، وتفقس هذه البيوض خلال أسبوع لتخرج حوريات القمل الصغار التي تلتصق في الشعر وتبدأ بالتغذي على الدماء عبر مصه من جلدة الرأس. ويحتاج القمل الصغير إلى مدة تصل إلى أسبوعين ليصبح قملاً بالغاً، ليعيد عملية التكاثر وإنتاج البيوض مرة أخرى. ويتغذى القمل على الدم مرات عدة خلال اليوم، ويشار إلى أن حوريات القمل الصغار لا تستطيع العيش من دون سحب الدم من جلدة الرأس كل بضع ساعات. وتُعتبر أهم مرحلة في حياة القمل هي العثور على جسم يستطيع الحصول على مصدر غذائه منه.