دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم (السبت) أوروبا إلى «الرد بحزم» على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيتحدث معه هاتفياً اليوم. وقال هولاند على هامش «قمة الدول المتوسطية في الاتحاد الأوروبي»: «عندما تصدر تصريحات من الرئيس الأميركي حول أوروبا وعندما يتحدث عن تطبيق نموذج بريكزيت في دول أخرى أعتقد أن علينا أن نرد على ذلك»، معرباً عن الأمل في أن تبدأ أوروبا «حواراً حازماً». وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أعلن اليوم عقب لقائه نظيره الألماني زيغمار غابرييل في باريس، أن قرارات الرئيس الأميركي، وخصوصاً فرضه قيوداً على دخول اللاجئين إلى الولاياتالمتحدة تثير «قلق» فرنسا وألمانيا. وقال إرولت أن «استقبال اللاجئين الفارين من الحرب يشكل جزءاً من واجباتنا. علينا أن ننظم أنفسنا لضمان حصول ذلك في شكل متساو وعادل ومتضامن»، لافتاً إلى دور أوروبا الأساسي في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين. وسُئل تحديداً عن القيود المشددة التي تحدّث عنها ترامب أمس في شأن الهجرة ودخول اللاجئين، فردّ في حضور نظيره الألماني «لا يمكن لهذا القرار سوى أن يُثير قلقنا»، مستطرداً «لكن مواضيع أخرى كثيرة تثير قلقنا. لهذا السبب تبادلنا الآراء، زيغمار وأنا، حول طريقة تحرّكنا». وأضاف «سنتواصل مع نظيرنا (الأميركي) ريكس تيلرسون حين يُعيّن لمناقشة (الموضوع) بنداً بنداً وإقامة علاقة واضحة»، لافتاً إلى أنه سيدعو نظيره الأميركي المقبل إلى باريس. ولم يصادق مجلس الشيوخ حتى الآن على تعيين الوزير الجديد. وشدد إرولت على الحاجة إلى «الوضوح والانسجام والحزم عند الضرورة للدفاع في الوقت نفسه عن قناعاتنا وقيمنا ورؤيتنا للعالم ومصالحنا الفرنسية والألمانية والأوروبية». ورداً على سؤال حول قرارات ترامب التي تحد من الهجرة، قال ناطق باسم «المفوضية الأوروبية» اليوم أن «المفوضية لن تعلّق»، لكن «دعوني أذكركم بالملاحظات التي أبداها رئيس المفوضية (جان كلود) يونكر مراراً لجهة أن أوروبا ستبقى مفتوحة أمام جميع من يفرون من النزاعات المسلحة والرعب بمعزل عن ديانتهم». ويقوم «الاشتراكي الديموقراطي» زيغمار غابرييل الذي عُين أمس وزيراً للخارجية خلفاً لفرانك فالتر شتاينماير، بزيارته الرسمية الأولى إلى باريس. وكرر الوزيران أهمية الدور الفرنسي - الألماني في الكتلة الأوروبية التي تواجه «التحدي الأكبر لها منذ عقود» في ضوء «بريكزيت» وتصاعد التيار القومي. وبحث الوزيران الأزمات الدولية الكبرى. وفي الملف الأوكراني، شددا على أن رفع العقوبات عن روسيا مرتبط بتنفيذ «اتفاقات مينسك» للسلام التي وُقعت في شباط (فبراير) 2015. وفي ما يتعلّق بالأزمة السورية، كرر غابرييل وإرولت أن آلية الحل يجب أن تبقى في إطار الأممالمتحدة، آملين في استئناف المفاوضات في جنيف «في أسرع وقت». تجدر الإشارة إلى أن كازاخستان استضافت في بداية الأسبوع مفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية روسيا وتركيا، لكنها لم تحرز أي تقدم سياسي.