قال وزير الخارجية الألماني فرانك والتر ستاينماير اليوم (الأحد)، إن روسيا تشعر بخطر متزايد من التطورات في الشرق الأوسط وتبدو جادة في التعاون مع دول غربية لوقف الحرب في سورية. وأثار ستاينماير الذي عادة ما يكون حزبه الاشتراكي الديموقراطي أكثر قبولاً للتعامل مع روسيا من المحافظين بقيادة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، احتمالات إعادة روسيا إلى مجموعة الثماني، إذا لبت مطالب الغرب بخصوص أوكرانيا وتعاونت في الملف السوري. وجاءت الرسالة التصالحية في ظل تزايد الدعوات من عواصم غربية أخرى بالعمل بشكل أكثر قربا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاربة متشددي "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش). ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي دعا إلى تحالف كبير من الدول لمحاربة "داعش" بعد هجمات باريس التي قتلت 130 شخصاً، إلى موسكو الخميس المقبل لإجراء محادثات مع بوتين. وقال ستاينماير لصحيفة "بيلد أم سونتاغ" الألمانية "ينبغي ألا نقلل من مدى التهديد الذي تشعر به روسيا بسبب التطورات في الشرق الأوسط، في ظل وجود ملايين المسلمين بين مواطنيها". وتابع "أعتقد أن روسيا لا مصلحة لها في التورط في سورية لأعوام كثيرة والانزلاق بشكل أعمق في الحرب هناك. انطباعي هو أن روسيا تبحث عن مخرج من الكارثة السورية". ولمح بعض الساسة الألمان وبينهم زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي ونائب المستشارة، زيغمار غابريل، إلى أن أوروبا تدرس تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، بسبب تدخلها في أوكرانيا مقابل التعاون في سورية. ورفضت مركل هذا التوجه ولم يصل شتاينماير إلى حد طرح ذلك. لكنه قال "إن الغرب لن يكون له مصلحة في استبعاد روسيا من مجموعة الثماني على المدى البعيد، إذا أظهرت استعداداً للتعاون بشأن أوكرانيا وسورية. وعلى رغم مؤشرات على كسر الجليد في العلاقات مع روسيا، فإن زعماء غربيين التقوا على هامش قمة "مجموعة ال20" في تركيا الأسبوع الماضي، اتفقوا على مد فترة العقوبات ضد روسيا، والتي كان من المقرر أن تنقضي في كانون الثاني (يناير) بواقع ستة أشهر حتى تموز (يوليو) من العام المقبل. وقال ديبلوماسي أوروبي إن كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية مركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ونظيره الإيطالي ماتيو رينتسي، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي مثل هولاند في القمة حضروا الاجتماع. وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية اليوم إنه "لا يستطيع التعقيب على محادثات سرية، لكنه أكد بأن "حزمة العقوبات الراهنة فرضت بالاتفاق داخل الإتحاد الأوروبي، ولا يمكن تعديلها إلا من خلال كل الشركاء في الإتحاد الأوروبي". من جهتها، قالت دول الاتحاد الأوروبي إن "العقوبات لن تخفف حتى تُطبق كل الأطراف اتفاق مينسك للسلام التي تهدف إلى حل الصراع بين كييف والانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا".